التفاسير

< >
عرض

يَا أَيُّهَآ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَن يَبْسُطُواْ إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنكُمْ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَعَلَى ٱللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ ٱلْمُؤْمِنُونَ
١١
-المائدة

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { يا أيها الذين آمنوا اذكروا نعمة الله عليكم إِذ همّ قومٌ أن يبسطوا إِليكم أيديهم } في سبب نزولها أربعة أقوال.

أحدها: " أن رجلاً من محارب قال لقومه: الا أقتل لكم محمداً؟ فقالوا: وكيف تقتله؟ فقال: أفتك به، فأقبل إِلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيفه في حجره، فأخذه، وجعل يهزّه، ويهمّ به، فيَكْبِتُه الله، ثم قال: يا محمد ما تخافني؟ قال: لا، قال: لا تخافني وفي يدي السّيف؟! قال: يمنعني الله منك، فأغمد السيف، فنزلت هذه الآية" ، رواه الحسن البصري عن جابر بن عبد الله. وفي بعض الألفاظ: فسقط السّيف من يده. وفي لفظ آخر: فما قال له النبي صلى الله عليه وسلم شيئاً، ولا عاقبه. واسم هذا الرجل: غورث بن الحارث من محارب خصفة.

والثاني: أن اليهود عزموا على الفتك برسول الله صلى الله عليه وسلم، فكفاه الله شرّهم.

قال ابن عباس: صنعوا له طعاماً، فأوُحِيَ إِليه بشأنهم، فلم يأت. وقال مجاهد، وعكرمة: خرج إِليهم يستعينهم في دية، فقالوا: اجلس حتى نعطيك، فجلس هو وأصحابه، فخلا بعضهم ببعض، وقالوا: لن تجدوا محمداً أقرب منه الآن، فمن يظهر على هذا البيت، فيطرح عليه صخرة؟ فقال عمرو بن جحّاش: أنا، فجاء إِلى رحى عظيمة ليطرحها عليه، فأمسك الله يده، وجاء جبريل، فأخبره، وخرج، ونزلت هذه الآية.

والثالث: أن بني ثعلبة، وبني مُحارب أرادوا أن يفتكوا بالنبي وأصحابه، وهم ببطن نخلة في غزاة رسول الله صلى الله عليه وسلم السابعة، فقالوا: إِِن لهم صلاة هي أحبّ إِليهم من آبائِهم وأمهاتهم، فإذا سجدوا وقعنا بهم، فأطلع الله نبيه على ذلك، وأنزل صلاة الخوف، ونزلت هذه الآية، هذا قول قتادة.

والرابع: أنها نزلت في حق اليهود حين ظاهروا المشركين على رسول الله صلى الله عليه وسلم، هذا قول ابن زيد.