التفاسير

< >
عرض

فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ
٣٠
-المائدة

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { فطوّعت له نفسه } فيه خمسة أقوال.

أحدها: تابعته على قتل أخيه، قاله ابن عباس.

والثاني: شجَّعته، قاله مجاهد.

والثالث: زيَّنت له، قاله قتادة.

والرابع: رخَّصت له، قاله أبو الحسن الأخفش.

والخامس: أنَّ «طوّعت» فعَّلت من «الطوع» والعرب تقول: طاع لهذه الظبية أصول هذا الشجر، وطاع له كذا، أي: أتاه طوعاً، حكاه الزجاج عن المبرّد. وقال ابن قتيبة: شايعتْه وانقادت له، يقال: لساني لا يَطوع بكذا، أي: لا ينقاد. وهذه المعاني تتقارب.

وفي كيفية قتله ثلاثة أقوال.

أحدها: أنه رماه بالحجارة حتى قتله، رواه أبو صالح عن ابن عباس.

والثاني: ضرب رأسه بصخرة وهو نائم، رواه مجاهد عن ابن عباس، والسدي عن أشياخه.

والثالث: رضخ رأسه بين حجرين. قال ابن جريج: لم يدر كيف يقتله، فتمثّل له إِبليس، وأخذ طائِراً فوضع رأسه على حجر، ثم شدخه بحجر آخر، ففعل به هكذا، وكان لـ «هابيل» يومئذٍ عشرون سنة. وفي موضع مصرعه ثلاثة أقوال.

أحدها: على جبل ثور، قاله ابن عباس. والثاني: بالبصرة، قاله جعفر الصادق. والثالث: عند عَقْبَة حِرَاء، حكاه ابن جرير الطبري.

وفي قوله: { فأصبح من الخاسرين } ثلاثة أقوال.

أحدها: من الخاسرين الدنيا والآخرة، فخسرانه الدنيا: أنه أسخط والديه، وبقي بلا أخ، وخسرانه الآخرة: أنه أسخط ربه، وصار إِلى النار، قاله ابن عباس.

والثاني: أنه أصبح من الخاسرين الحسنات، قاله الزجاج.

والثالث: من الخاسرين أنفسهم بإهلاكهم إِيّاها، قاله القاضي أبو يعلى.