قوله تعالى: { ترى كثيراً منهم } في المشار إِليهم قولان.
أحدهما: أنهم المنافِقُون، روي عن ابن عباس، والحسن، ومجاهد.
والثاني: أنهم اليهود، قاله مقاتل في آخرين، فعلى هذا القول انتظام الآيات ظاهر، وعلى الأول يرجع الكلام إِلى قوله: { فترى الذين في قلوبهم مرض يسارعون فيهم }. وفي الذين كفروا قولان. أحدهما: أنهم اليهود، قاله أرباب القول الأول. والثاني: أنهم مشركو العرب، قاله أرباب هذا القول الثاني.
قوله تعالى: { لبئسما قدّمت لهم أنفسهم } أي: بئسما قدموا لمعادهم { أن سخط الله عليهم } قال الزجاج: يجوز أن تكون «أن» في موضع رفع على إِضمار هو، كأنه قيل: هو أن سخط الله عليهم.