التفاسير

< >
عرض

وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَماً وَيَتَرَبَّصُ بِكُمُ ٱلدَّوَائِرَ عَلَيْهِمْ دَآئِرَةُ ٱلسَّوْءِ وَٱللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
٩٨
-التوبة

زاد المسير في علم التفسير

قوله تعالى: { ومن الأعراب من يتخذ ما ينفق } إذا خرج في الغزو، وقيل: ما يدفعه من الصدقة { مَغْرماً } لأنه لا يرجو له ثواباً. قال ابن قتيبة: المغرم: هو الغُرم والخُسر. وقال ابن فارس: الغُرم: ما يلزم أداؤه، والغرام: اللازم، وسمي الغريم لإلحاحه. وقال غيره: الغرم: التزام مالا يلزم.

قوله تعالى: { ويتربَّص } أي: وينتظر { بكم الدوائر } أي: دوائر الزمان بالمكروه، بالموت، أو القتل، أو الهزيمة. وقيل: ينتظر موت الرسول صلى الله عليه وسلم، وظهور المشركين.

قوله تعالى: { عليهم دائرة السوء } قرأ ابن كثير، وأبو عمرو بضم السين.

وقرأ نافع، وعاصم، وابن عامر، وحمزة، والكسائي: «السَّوء» بفتح السين؛ وكذلك قرؤوا في [سورة الفتح: 6]، والمعنى: عليهم يعود ما ينتظرونه لك من البلاء. قال الفراء: وفتح السين من السَّوء هو وجه الكلام. فمن فتح، أراد المصدر: من سُؤْتُه سَوْءاً ومَساءَةً. ومن رفع السين، جعله اسماً: كقولك عليهم دائرة البلاء والعذاب. ولا يجوز ضم السين في قوله: { { ما كان أبوكِ امرأ سوءٍ } [مريم: 28] ولا في قوله { { وظننتم ظن السَّوء } [الفتح: 12] لأنه ضدٌّ لقولك: رجُلُ صِدْق. وليس للسوء هاهنا معنى في عذاب ولا بلاء، فيضم.