التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ يٰوَيْلَنَآ إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ
١٤
فَمَا زَالَت تِلْكَ دَعْوَاهُمْ حَتَّىٰ جَعَلْنَاهُمْ حَصِيداً خَامِدِينَ
١٥
وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَآءَ وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَـٰعِبِينَ
١٦
لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ
١٧
-الأنبياء

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ قَالُواْ يَا وَيْلَنَآ قَالُواْ إِنَّا كُنَّا ظَـٰلِمِينَ } اعترافهم بذلك حين لا ينفعهم الاعتراف.

{ فَمَا زَالَت تِلْكَ } هي إشارة إلى يا ويلنا { دَعْوَاهُمْ } دعاءهم و{ تلك } مرفوع على أنه اسم { زالت } و{ دعواهم } الخبر ويجوز العكس { حَتَّىٰ جَعَلْنَـٰهُمْ حَصِيداً } مثل الحصيد أي الزرع المحصود ولم يجمع كما لم يجمع المقدر { خَـٰمِدِينَ } ميتين خمود النار و { حصيدا خامدين } مفعول ثان لـــــ «جعل» أي جعلناهم جامعين لمماثلة الحصد والخمود كقولك «جعلته حلواً حامضاً» أي جعلته جامعاً للطعمين.

{ وَمَا خَلَقْنَا ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ } اللعب فعل يروق أوله ولا ثبات له، ولاعبين حال من فاعل { خلقنا } والمعنى وما سوينا هذا السقف المرفوع وهذا المهاد الموضوع وما بينهما من أصناف الخلق للهو واللعب، وإنما سويناها ليستدل بها على قدرة مدبرها ولنجازي المحسن والمسيء على ما تقتضيه حكمتنا، ثم نزه ذاته عن سمات الحدوث بقوله { لَوْ أَرَدْنَا أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً } أي ولداً أو امرأة كأنه رد على من قال: عيسى ابنه ومريم صاحبته { لاَّتَّخَذْنَـٰهُ مِن لَّدُنَّا } من الولدان أو الحور { إِن كُنَّا فَـٰعِلِينَ } أي إن كنا ممن يفعل ذلك ولسنا ممن يفعله لاستحالته في حقنا. وقيل: هو نفي كقوله { وإن أدري } [الأنبياء: 109] أي ما كنا فاعلين