التفاسير

< >
عرض

وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ
٢٢٤
أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ
٢٢٥
-الشعراء

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ وَٱلشُّعَرَاء } مبتدأ خبره { يَتَّبِعُهُمُ ٱلْغَاوُونَ } أي لا يتبعهم على باطلهم وكذبهم وتمزيق الأعراض والقدح في الأنساب ومدح من لا يستحق المدح، ولا يستحسن ذلك منهم إلا الغاوون أي السفهاء أو الراوون أو الشياطين أو المشركون. قال الزجاج: إذا مدح أو هجا شاعر بما لا يكون وأحب ذلك قوم وتابعوه فهم الغاوون { يتبعهم } نافع { أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِى كُلّ وَادٍ } من الكلام { يَهِيمُونَ } خبر «أن» أي في كل فن من الكذب يتحدثون أو في كل لغو وباطل يخوضون، والهائم الذاهب على وجهه لا مقصد له وهو تمثيل لذهابهم في كل شعب من القول واعتسافهم حتى يفضلوا أجبن الناس على عنترة وأبخلهم على حاتم. عن الفرزدق أن سليمان بن عبد الملك سمع قوله

فبتن بجانبيّ مصرعات وبت أفض أغلاق الختام

فقال: وجب عليك الحد. فقال: قد درأ الله عني الحد بقوله