التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَآئِيَ ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ
٦٢
قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ رَبَّنَا هَـٰؤُلاۤءِ ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَآ أَغْوَيْنَاهُمْ كَمَا غَوَيْنَا تَبَرَّأْنَآ إِلَيْكَ مَا كَانُوۤاْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ
٦٣
-القصص

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ } ينادي الله الكفار نداء توبيخ وهو عطف على { يَوْمُ ٱلْقِيَـٰمَةِ } أو منصوب بـــــ «ذكر» { فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِىَ } بناء على زعمهم { ٱلَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ } ومفعولا { تزعمون } محذوفان تقديره: كنتم تزعمونهم شركائي، ويجوز حذف المفعولين في باب ظننت ولا يجوز الاقتصار على أحدهما { قَالَ ٱلَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ ٱلْقَوْلُ } أي الشياطين أو أئمة الكفر. ومعنى حق عليهم القول وجب عليه مقتضاه وثبت وهو قوله: { لأمْلاَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ ٱلْجِنَّةِ وَٱلنَّاسِ أَجْمَعِينَ } [السجدة:13] { رَبَّنَا هَـؤُلاء } مبتدأ { ٱلَّذِينَ أَغْوَيْنَا } أي دعوناهم إلى الشرك وسولنا لهم الغي صفة والراجع إلى الموصول محذوف والخبر { أَغْوَيْنَـٰهُمْ } والكاف في { كَمَا غَوَيْنَا } صفة مصدر محذوف تقديره أغويناهم فغووا غياً مثل ما غوينا يعنون أنا لم نغو إلا باختيارنا فهؤلاء كذلك غووا باختيارهم لأن إغواءنا لهم لم يكن إلا وسوسة وتسويلاً فلا فرق إذاً بين غينا وغيهم، وإن كان تسويلنا داعياً لهم إلى الكفر فقد كان في مقابلته دعاء الله لهم إلى الإيمان بما وضع فيهم من أدلة العقل وما بعث إليهم من الرسل وأنزل عليهم من الكتب وهو كقوله { وَقَالَ ٱلشَّيْطَـٰنُ لَمَّا قُضِىَ ٱلاْمْرُ إِنَّ ٱللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ ٱلْحَقّ } إلى قوله { وَلُومُواْ أَنفُسَكُمْ } [إبراهيم: 22] { تَبَرَّأْنَا إِلَيْكَ } منهم ومما اختاروه من الكفر { مَا كَانُواْ إِيَّانَا يَعْبُدُونَ } بل يعبدون أهواءهم ويطيعون شهواتهم، وإخلاء الجملتين من العاطف لكونهما مقررتين لمعنى الجملة الأولى.