التفاسير

< >
عرض

وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ خَوْفاً وَطَمَعاً وَيُنَزِّلُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً فَيُحْيِي بِهِ ٱلأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
٢٤
وَمِنْ آيَاتِهِ أَن تَقُومَ ٱلسَّمَآءُ وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ دَعْوَةً مِّنَ ٱلأَرْضِ إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ
٢٥
-الروم

مدارك التنزيل وحقائق التأويل

{ وَمِنْ ءايَـٰتِهِ يُرِيكُمُ ٱلْبَرْقَ } في { يريكم } وجهان: إضمار أن كما في حرف ابن مسعود رضي الله عنه وإنزال الفعل منزلة المصدر وبهما فسر المثل «تسمع بالمعيدي خير من أن تراه» أي أن تسمع أو سماعك { خَوْفًا } من الصاعقة أو من الإخلاف { وَطَمَعًا } في الغيث أو خوفاً للمسافر وطمعاً للحاضر، وهما منصوبان على المفعول له على تقدير حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه أي إرادة خوف وإرادة طمع، أو على الحال أي خائفين وطامعين { وَيُنَزّلُ مِنَ ٱلسَّمَاء } وبالتخفيف: مكي وبصري { ماءً } مطراً { فيحي به الأَرض بعد موتها إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون } يتفكرون بعقولهم { وَمِنْ ءايَـٰتِهِ أَن تَقُومَ } تثبت بلا عمد { ٱلسَّمَاء وَٱلأَرْضُ بِأَمْرِهِ } أي بإقامته وتدبيره وحكمته { ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ } للبعث { دَعْوَةً مّنَ ٱلأَرْضِ إِذَا أَنتُمْ تَخْرُجُونَ } من قبوركم هذا كقوله { يريكم } في إيقاع الجملة موقع المفرد على المعنى كأنه قال: ومن آياته قيام السماوات والأرض واستمساكها بغير عمد، ثم خروج الموتى من القبور إذا دعاهم دعوة واحدة يا أهل القبور أخرجوا، والمراد سرعة وجود ذلك من غير توقف. وإنما عطف هذا على قيام السماوات والأرض بـــــ «ثم» بياناً لعظم ما يكون من ذلك الأمر واقتداره على مثله وهو أن يقول: يا أهل القبور قوموا فلا تبقى نسمة من الأولين والآخرين إلا قامت تنظر كما قال { ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَىٰ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنظُرُونَ } [الزمر: 68] و«إذا» الأولى للشرط والثانية للمفاجأة وهي تنوب مناب الفاء في جواب الشرط { ومن الأرض } متعلق بالفعل لا بالمصدر. وقولك «دعوته من مكان كذا» يجوز أن يكون مكانك ويجوز أن يكون مكان صاحبك