التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ
٦٨
قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ
٦٩
قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ
٧٠
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ
٧١
-البقرة

لباب التأويل في معاني التنزيل

قوله تعالى { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } أي ما سنها { قال } يعني موسى { إنه يقول } يعني الله عز وجل: { إنها بقرة لا فارض ولا بكر } أي لا كبيرة ولا صغيرة والفارض المسنة التي لم تلد، والبكر الفتية التي لم تلد { عوان } أي نصف { بين ذلك } أي بين السنين { فافعلوا ما تؤمرون } أي من ذبح البقرة ولا تكثروا السؤال { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها } قال ابن عباس شديد الصفرة وقيل: لونها صاف وقيل الصفراء السوداء والأول أصح لأنه يقال أصفر فاقع وأسود حالك { تسر الناظرين } أي يعجبهم حسنها وصفاء لونها { قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي } أي سائمة أو عاملة { إن البقر تشابه علينا } أي التبس واشتبه أمرها علينا { وإنا إن شاء الله لمهتدون } أي إلى وصفها قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "وايم الله لو لم يستثنوا لما بينت لهم آخر الدهر" { قال إنه يقول إنها بقرة لا ذلول } أي ليست مذللة بالعمل { تثير الأرض } أي تقلبها للزراعة { ولا تسقي الحرث } أي ليست بسنانية والسانية هي التي تستسقي الماء من البئر لسقي الأرض { مسلمة } أي بريئة من العيوب { لا شية فيها } أي لا لون فيها غير لونها { قالوا الآن جئت بالحق } أي بالبيان التام الذي لا إشكال فيه فطلبوها فلم يجدوا بقرة بكمال وصفها، إلا بقرة ذلك الفتى فاشتروها منه بملء مسكها ذهباً { فذبحوها وما كادوا يفعلون } أي وما قاربوا أن يفعلوا ما أمروا به، قيل لغلاء ثمنها وقيل: لخوف الفضيحة وقيل: لعزة وجودها بهذه الأوصاف جميعاً.