التفاسير

< >
عرض

قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا تُغْنِي ٱلآيَاتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ
١٠١
فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَٱنْتَظِرُوۤاْ إِنِّي مَعَكُمْ مِّنَ ٱلْمُنْتَظِرِينَ
١٠٢
ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقّاً عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ
١٠٣
-يونس

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَـٰوَاتِ وَٱلأَرْضِ... } الآية: هذه الآية أمْر للكفَّار بالٱعتبار والنَّظَرِ في المصْنُوعات الدالَّة على الصَّانع من آيات السمٰواتِ وأفلاكِها وكواكِبِها وسحابِها ونَحْوِ ذلك، والأرْضِ ونباتِهَا ومعادِنِها وغيرِ ذلك، المعنى: ٱنْظُرُوا في ذلك بالواجب، فهو يُنْهِيكُمْ إِلى المعرفة باللَّه وبوَحْدَانيته، ثم أخبر سبحانه أنَّ الآيات والنُّذُرَ - وهم الأنبياء - لا تُغْنِي إِلا بمشيئته؛ فـــ «مَا»؛ على هذا: نافيةٌ، ويجوز أن تكون ٱستفهاماً في ضمنه نَفْيُ وقوعِ الغِنَى، وفي الآية على هذا: توبيخٌ لحاضِرِي النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

قال * ص *: و{ ٱلنُّذُرُ }: جمع نذيرٍ، إِما مصدرٌ بمعنى الإِنذارات، وإِما بمعنى مُنْذِرٍ. انتهى.

وقوله سبحانه: { فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ... } الآية: وعيدٌ إِذَا لَجُّوا في الكُفْرِ، حل بهم العذاب.

وقوله سبحانه: { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ }: أي: عادةُ اللَّه سَلَفَتْ بإِنجاء رسله ومتَّبعيهم عند نزولِ العذاب بالكَفَرَةِ { كَذَٰلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ ٱلْمُؤْمِنِينَ }.

قال * ص *: أي: مثلَ ذلك الإِنجاء الذي نجينا الرسُلَ ومؤمنيهم نُنْجِي من آمن بك. انتهى، وخط المُصْحف في هذه اللفظة «نُنْجٍ» بجيم مطلقة دون ياء، وكلهم «قرأ نُنجِّ» - مشددة الجيم - إِلا الكسائيَّ وحفصاً عن عاصم؛ فإِنهما قرآ بسكون النونِ وتخفيفِ الجيم.