وقوله سبحانه: { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ... } الآية توقيفٌ على قصور الأصنامِ وعَجْزِها، وتنبيهٌ على قدرة اللَّه عزَّ وجلَّ، و{ تُؤْفَكُونَ }: معناه: تُصْرَفُونَ وتُحْرَمُونَ، وأرضٌ مَأْفُوكَةٌ؛ إِذا لم يُصِبْها مَطَرٌ، فهي بمعنى الخَيْبَةِ.
وقوله تعالى: { قُلْ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَهْدِي إِلَى ٱلْحَقِّ }: أي: يبيِّن طرق الصواب، ثم وصف الأصنام بأنها لا تَهْدِي إِلا أنْ تُهْدَى.
وقوله: { إِلاَّ أَن يُهْدَىٰ }: فيه تَجوُّز، لأنا نجدها لا تُهْدَى وإِنْ هُدِيَتْ، وقال بعضهم: هي عبارة عن أنها لا تنتقلُ إِلا أنْ تُنْقَلَ، ويحتمل أنْ يكون ما ذَكَرَ اللَّه مِنْ تسبيح الجمادَاتِ هو ٱهتداؤُهَا، وقرأ نافع وأبو عمرو: «يَهْدِّي» - بسكون الهاء، وتشديد الدَّال -، وقرأ ابن كثير وابنُ عامر: يَهَدِّي - بفتح الياء والهاء، وتشديد الدَّال - وهذه رواية وَرْشٍ عن نافعٍ، وقرأ حمزة والكسائي: «يَهْدِي» - بفتح الياءِ، وسكون الهاء - ومعنى هذه القراءة: «أَمَّنْ لا يَهْدِي أَحداً إِلا أَن يُهْدى ذلك الأَحْدُ، ووقف القُرَّاء: { فَمَا لَكُمْ }، ثم يبدأ: { كَيْفَ تَحْكُمُونَ }.
وقوله سبحانه: { وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلاَّ ظَنًّا... } الآية: أخبر اللَّه سبحانه عن فساد طريقتهم، وضَعْفِ نَظَرِهم، وأنه ظَنٌّ، ثم بيَّن منزلة الظنِّ من المعارف، وبُعْدَهُ عن الحقِّ.