وقوله تعالى: { مَتَـٰعٌ } مرفوعٌ على خبر ٱبتداءٍ؛ أي: ذلك متاعٌ.
قال * ص *: { مَتَـٰعٌ } جوابُ سؤالٍ مقدَّر، كأنه قيل: كيف لا يُفْلِحون، وهُمْ في الدنيا مفلحون بأنواعِ التلذُّذات؟! فقيل: ذَلِكَ مَتَاعٌ، فهو خبر مبتدإٍ محذوف. انتهى، وهذا الذي قدَّره.
* ص *: يُفْهَمُ من كلام * ع *.
وقول نوح عليه السلام: { يَٰقَوْمِ إِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكُم مَّقَامِي... } الآية: المَقَامُ: وقوف الرجل لكلامٍ أو خُطْبَةٍ أَو نحوه، والمُقَام - بضم الميم -: إِقامته ساكناً في موضعٍ أو بلدٍ، ولم يقرأ هنا بضَمِّ الميم فيما علمتُ، وتذكيره: وعظُه وزَجْره، وقوله: { فَأَجْمِعُواْ }: من أَجْمَعَ الرَّجُلُ عَلَى الشَّيْءِ، إِذا عزم عليه؛ ومنه الحديثُ: ما لم يجمعْ مكثاً، و{ أَمْرَكُمْ }: يريد به: قُدْرَتكُم وحِيَلكُمْ، ونصب «الشركاء» بفعل مضمر؛ كأنه قال: وَٱدْعُوا شَركَاءَكُمْ؛ فهو مِنْ باب: [الرجز]
عَلَفْتُهَا تِبْناً وَمَاءً بَارِدَاحَتَّى شَتَتْ هَمَّالَةً عَيْنَاهَا
وفي مصحفِ أبيٍّ: «فَأَجْمِعُوا أَمْرَكُمْ، وَٱدْعَوُا شُرَكَاءَكُمْ» قال الفارسيُّ: وقد ينتصب «الشركاء» بـــ«واو مع»؛ كما قالوا: جَاءَ البَرْدُ وَالطَّيَالِسَةَ. وقوله: { ثُمَّ لاَ يَكُنْ أَمْرُكُمْ عَلَيْكُمْ غُمَّةً }: أيْ: ملتبساً مشكلاً؛ ومنه قوله عليه السلام في الهلال: « فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُم».
وقوله: { ثُمَّ ٱقْضُواْ إِلَيَّ وَلاَ تُنظِرُونَ }: أي: أنفذوا قضاءكُمْ نَحْوِي، ولا تؤخِّروني، والنَّظِرَةُ: التأخير.