التفاسير

< >
عرض

وَقَالُواْ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ
٦
لَّوْ مَا تَأْتِينَا بِٱلْمَلائِكَةِ إِن كُنتَ مِنَ ٱلصَّادِقِينَ
٧
مَا نُنَزِّلُ ٱلْمَلائِكَةَ إِلاَّ بِٱلحَقِّ وَمَا كَانُواْ إِذاً مُّنظَرِينَ
٨
إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
٩
-الحجر

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

{ وَقَالُواْ يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ... } الآية: القائلون هذه المقالة هُمْ كُفَّار قُريشٍ، «ولو ما» بمعنى: لولا، فتكون تحضيضاً؛ كما هي في هذه الآية، وفي البخاريِّ: { لَّوْ مَا تَأْتِينَا }: هَلاَّ تأتينا.

وقوله: { إِلاَّ بِٱلْحَقِّ }: قال مجاهدٌ: المعنى: بالرسالةِ والعذاب، والظاهرُ أنَّ معناه كما ينبغي ويَحِقُّ من الوحْيِ والمنافعِ التي أراها اللَّه لعباده، لا على ٱقتراحِ كافرٍ، ثم ذكَر عادَتَهُ سبحانَهُ في الأُمَمِ من أنَّه لم يأتهم بآيَةِ ٱقتراحٍ، إِلا ومعها العَذَابُ في إِثِرها إِن لم يُؤْمِنوا، والنَّظِرَة: التأخير.

وقوله سبحانه: { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا ٱلذِّكْرَ }: رَدٌّ على المستَخفِّين في قولهم: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ }، وقوله: { وَإِنَّا لَهُ لَحَـٰفِظُونَ }: قال مجاهدٌ وغيره: الضميرُ في «له» عائدٌ على القرآن، المعنى: وإِنا له لحافِظُونَ من أنْ يبدَّل أو يُغَيَّر.