وقوله تعالى: { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَندَادًا... } الآية: النِّدُّ: النظير، والمقاوم، قال مجاهد، وقتادة: المراد بالأنداد: الأوثانُ { كَحُبِّ ٱللَّهِ }، أي: كحبِّكم للَّه، أو كحبِّهم حسبما قَدَّر كلَّ وجه منْها فرقةٌ، ومعنى: كَحُبِّهِمْ، أي: يسوُّون بين محبَّة اللَّه، ومحبَّة الأوثان، ثم أخبر أن المؤمنين أشدُّ حبًّا للَّه، لإِخلاصهم، وتيقُّنهم الحق.
وقوله تعالى: { وَلَوْ يَرَى ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ }، أي: ولو ترى، يا محمَّد، الذين ظلموا في حال رؤيتهمُ العذابَ، وفزعهم منْه، واستعظامِهِمْ له، لأقرُّوا أن القوة للَّه، أو لعلمتَ أنَّ القوَّة للَّه جميعاً، فجواب «لَوْ»: مضمَرٌ؛ على التقديرين، وقد كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم عَلِمَ ذَلِكَ، ولكنْ خوطبَ، والمرادُ أمته.
وقرأ حمزةُ وغيره بالياء، أي: ولو يَرَىٰ في الدنيا الذين ظلموا حالَهُمْ في الآخرة، إِذ يرون العذابَ، لعلموا أن القوة للَّه.
و { ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ } بفتح التاء والباء: هم العَبَدة لغير اللَّه الضالُّون المقلِّدون لرؤسائهم، أو للشياطينِ، وتبرِّيهم هو بأنْ قالوا إِنا لم نضلَّ هؤلاء، بل كفروا بإرادتهم.
والسَّبَبُ؛ في اللغة: الحبلُ الرابط الموصِّل، فيقال في كلِّ ما يتمسَّك به فَيَصِلُ بين شيئين، { وَقَالَ ٱلَّذِينَ ٱتَّبَعُواْ }، أي: الأتباع.
والكَرَّة: العودة إِلى حال قد كانَتْ كذلك { يُرِيهِمُ ٱللَّهُ أَعْمَـٰلَهُمْ... } الآيةَ: يحتمل أن يكون من رؤية البَصَر، ويحتمل رؤية القلب، أي: يريهم اللَّه أعمالهم الفاسدة الَّتي ٱرتكَبُوها.
وقال ابنُ مَسْعود: أعمالهم الصالحة التي تركوها، والحَسْرَة: أَعلَىٰ درجات النَّدامة، والهَمِّ بما فات، وهي مشتقَّة من الشيء الحَسِيرِ الذي ٱنقطَعَ، وذهبت قوَّته، وقيل: من حَسَر، إِذا كشف.