التفاسير

< >
عرض

وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَآ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ
٨
وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي ٱلصَّالِحِينَ
٩
وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يِقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِ وَلَئِنْ جَآءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَ لَيْسَ ٱللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلْعَالَمِينَ
١٠
وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ
١١
-العنكبوت

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { وَوَصَّيْنَا ٱلإِنْسَـٰنَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَـٰهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلاَ تُطِعْهُمَا } رُوِيَ عن قتادةَ وغيره: أنها نزلت في شأن سعد بن أبي وقاص؛ وذلك أنه هاجر؛ فحلفت أمه أن لا تستظلَّ بظلٍّ حتى يرجع إليها؛ ويكْفُرَ بمحمدٍ، فلجَّ هو في هجرته، ونزلت الآية.

وقيل: بل نزلت في عياش بن أبي ربيعة؛ وكانت قصته كهذه ثم خَدَعَهُ أبو جهل؛ ورده إلى أمه. الحديث في كتب السيرة، وباقي الآية بيِّن. ثم كرر تعالى التمثيلَ بحالة المؤْمنين العاملين؛ ليحركَ النفوس إلى نيل مراتبهم.

قال الثعلبي: قوله تعالى: { لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي ٱلصَّـٰلِحِينَ } أي: في زُمْرَتهم.

وقال محمد بن جرير في مدخل الصالحين: وهو الجنة.

وقيل: { فِي } بمعنى: «مع» و «الصالحون»: هم الأنبياء والأولياء، انتهى.

وقوله تعالى: { وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ } إلى قوله: { ٱلْمُنَـٰفِقِينَ }، نزلت في المتخلفين عن الهجرة؛ المتقدِّم ذكرهم؛ قاله ابن عباس. ثم قررهم تعالى على علمه بما في صدورهم، أي: لو كان يقينُهم تامّاً وإسلامُهم خالصاً؛ لما توقَّفُوا ساعة ولَرَكِبُوا كلَّ هول إلى هجرتهم ودار نبيهم.

وقوله تعالى: { وَلَيَعْلَمَنَّ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَلَيَعْلَمَنَّ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ } هنا؛ انتهى المدني من هذه السورة.