وقوله سبحانه: { رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِياً يُنَادِي لِلإِيمَـٰنِ... } الآية: حكايةٌ عن أولي الألباب، قال أبو الدرداء: يرحم اللَّه المؤمنينَ؛ ما زالُوا يقولُونَ: رَبَّنَا رَبَّنَا، حتَّى ٱستُجِيبَ لهم، قال ابنُ جُرَيْجٍ وغيره: المنادِي محمَّد صلى الله عليه وسلم، وقال محمَّد بنُ كَعْبٍ القُرَظِيُّ: المنادِي كتابُ اللَّهِ، وليس كلُّهم رَأَى النبيَّ صلى الله عليه وسلم، وسمعه، وقولهم: { مَا وَعَدتَّنَا عَلَىٰ رُسُلِكَ }، معناه: على أَلْسِنَةِ رُسُلِكَ، وقولهم: { وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ ٱلْمِيعَادَ }: إشارةٌ إلَىٰ قوله تعالى:
{ { يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ } [التحريم:8] فهذا وعده تعالَىٰ، وهو دالٌّ على أنَّ الخِزْيَ إنما هو مع الخلود. قال * ص *: قال أبو البقاء: المِيعَادُ مصدَرٌ بمعنى الوَعْد. انتهى.