التفاسير

< >
عرض

بَشِّرِ ٱلْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً
١٣٨
ٱلَّذِينَ يَتَّخِذُونَ ٱلْكَافِرِينَ أَوْلِيَآءَ مِن دُونِ ٱلْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ فَإِنَّ ٱلعِزَّةَ للَّهِ جَمِيعاً
١٣٩
-النساء

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { بَشِّرِ ٱلْمُنَـٰفِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً... } الآية: في هذه الآيةِ دليلٌ مَّا علَىٰ أنَّ التي قبلها إنما هي في المُنَافِقِينَ، ثم نصَّ سبحانه مِنْ صفاتِ المنافِقِينَ علَىٰ أشدِّها ضرراً، وهي موالاتُهُم الكافِرِينَ، وٱطِّرَاحُهُمُ المُؤْمنينَ، ونبَّه علَىٰ فسادِ ذلكَ؛ ليدعه مَنْ عَسَىٰ أنْ يَقَعَ في نَوْعٍ منه مِنَ المُؤْمنين؛ غَفْلَةٌ، أوْ جهالةً، أوْ مسامحةً ثم وَقَفَهُمْ سبحانه؛ علَىٰ جهة التوبيخَ، فقال: { أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ ٱلْعِزَّةَ }؛ والإستكثار، أي: ليس الأمرُ كذلك؛ فإن العزَّة للَّه جميعاً يؤتيها مَنْ يشاء، وقد وَعَدَ بها المؤمنينَ، وجعل العاقبة للمتَّقين، والعزَّةُ أصلُها الشِّدَّة والقُوَّة؛ ومنه: { { وَعَزَّنِي فِي ٱلْخِطَابِ } [ص:23] أي: غلبني بشدَّته.