التفاسير

< >
عرض

فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً
١٦٠
وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً
١٦١
لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ وَٱلْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلاَةَ وَٱلْمُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أُوْلَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً
١٦٢
-النساء

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله تعالى: { فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَـٰتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ... } الآية: { فَبِظُلْمٍ }: معطوفٌ علَىٰ قوله سبحانه: { { فَبِمَا نَقْضِهِم } [النساء:155] والطيِّباتُ هنا: هي الشُّحُوم، وبعْضُ الذبائحِ، والطَّيْرُ والحُوت، وغَيْرُ ذلك، وقرأ ابن عباسٍ: «طَيِّبَاتٍ كَانَتْ أُحِلَّتْ لَهُمْ».

{ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً }: يحتملُ أن يريدَ صدَّهم في ذاتِهِمْ، ويحتملُ أنْ يريد صدَّهم غيرهم، { وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَا }، هو الدرهمُ بالدرهَمَيْنِ إلَىٰ أَجَلٍ، ونحو ذلك ممَّا هو مَفْسَدَة، وقد نُهُوا عنه، ثم استثنَىٰ سبحانه الراسِخِينَ في العِلْمِ منهم؛ كَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَمٍ، ومُخَيْرِيقٍ، ومَنْ جرَىٰ مَجْراهم.

واختلف الناسُ في قوله سبحانه: { وَٱلْمُقِيمِينَ }، وكيف خالَفَ إعرابُهَا إعرابَ ما تقدَّم وما تأخَّر.

فقال بعضُ نحاة البَصْرة والكُوفة: إنما هذا مِنْ قَطْع النُّعُوت، إذا كَثُرَتْ على النصْبِ بـ «أعْنِي» والرفعُ بعد ذلك بـ «هُمْ»؛ وقال قومٌ: { وَٱلْمُقِيمِينَ }: عطْفٌ علَىٰ «ما» في قوله: { وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ }، والمعنَىٰ: ويؤمنون بالمقيمينَ الصَّلاَة، وهُمُ الملائكةُ، أو مَنْ تقدَّم من الأنبياء، وقال قومٌ: { وَٱلْمُقِيمِينَ }: عطْفٌ على الضمير في مِنْهُمْ، وقال آخَرُونَ: بل على الكَافِ في قولهِ: { مِن قَبْلِكَ }.

وزاد ص: { وَٱلْمُقِيمِينَ } منصوبٌ على المَدْحَ، قال: وقرأ جماعةٌ: «والمقيمُونَ» انتهى.