التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُوۤاْ أَعْمَالَكُمْ
٣٣
إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَن يَغْفِرَ ٱللَّهُ لَهُمْ
٣٤
فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ وَٱللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ
٣٥
-محمد

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ أَطِيعُواْ اللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَ وَلاَ تُبْطِلُواْ أَعْمَـٰلَكُمْ } رَوِيَ أَنَّ هذه الآية نزلت في بني أَسَدٍ من العرب، وذلك أَنَّهم أسلموا، وقالوا للنبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ: نحن آثرناك على كُلِّ شيء، وجئناك بأنفسنا وأهلينا، كأَنَّهم يمنُّون بذلك، فنزل فيهم: { يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُواْ... } الآية، ونزلت فيهم هذه الآية وظاهر الآية العموم.

وقوله سبحانه: { إِنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ وَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ ثُمَّ مَاتُواْ وَهُمْ كُفَّارٌ... } الآية، "رُوِيَ أَنَّها نزلت بسبب أَنَّ عديَّ بن حاتم قال: يا رسول اللَّه، إنَّ حَاتِماً كَانَتْ لَهُ أَفْعَالُ بِرٍّ فَمَا حَالُهُ؟ فقال النَّبِيُّ ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ: هُوَ في النَّارِ فَبَكَى عَدِيُّ، وَوَلَّى فَدَعَاهُ النَّبِيُّ ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ فَقَالَ لَهُ: أَبي وَأَبُوكَ وَأَبُو إبْراهِيمَ خَلِيلِ الرَّحْمٰنِ في النَّارِ" ونزلت هذه الآية في ذلك، وظاهر الآية العموم في كُلِّ ما تناوَلته الصفة.

وقوله سبحانه: { فَلاَ تَهِنُواْ } معناه: لا تَضْعُفُوا { وَتَدْعُواْ إِلَى ٱلسَّلْمِ } أي: إلى المسالمة، وقال قتادة: معنى الآية: لا تكونوا أُولَى الطائفتين ضَرَعَتْ للأخرَى: قال * ع * وهذا حَسَنٌ مُلْتئِمٌ مع قوله تعالى: { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا } } [الأنفال:61].

{ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ }: في موضع الحال، المعنى: فلا تَهِنُوا وأنتم في هذه الحال، ويحتمل أنْ يكون إخباراً بمغيب أبرزه الوجودُ بعد ذلك، والأعلون: معناه الغالبون والظاهرون من العُلُوِّ.

وقوله: { وَٱللَّهُ مَعَكُمْ } معناه: بنصره ومَعُونَتِهِ وَيتِرُ معناهُ: يُنْقِصُ ويُذْهِبُ، والمعنى: لن يَترِكم ثوابَ أعمالكم.