التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ
٢٠
وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ
٢١
إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ
٢٢
وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُمْ مُّعْرِضُونَ
٢٣
-الأنفال

الجواهر الحسان في تفسير القرآن

وقوله سبحانه: { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ... } الآية:. قيل: إنها نزلت بسبب اختلافهم في النَّفْل، ومجادلتهم في الحق، وكراهيتهم خروج النبي صلى الله عليه وسلم، و{ تَوَلَّوْاْ } أصله: تتولوا.

وقوله: { أَنتُمْ تَسْمَعُونَ } يريد دُعَاءه لكم بالقرآن والمواعظ.

وقوله: { كَٱلَّذِينَ قَالُواْ } يريد الكفار؛ إما من قريش لقولهم: { { سَمِعْنَا لَوْ نَشَاءُ لَقُلْنَا مِثْلَ هَـٰذَا } [الأنفال:31] وأما الكفار على الإطلاق.

وقوله سبحانه: { إِنَّ شَرَّ ٱلدَّوَابِّ عِندَ ٱللَّهِ ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ } مَقْصِدُ الآية بيان أن هذه الصنيفة العاتية من الكُفَّارِ هي شَرُّ النَّاسِ عند اللَّه سبحانه وأنها في أخَسِّ المَنَازِلِ لديه، وعبر بالدواب ليتأكد ذمهم، وقوله: { ٱلصُّمُّ ٱلْبُكْمُ } عبارة عما في قلوبهم، وعدم انشراح صدورهم، وإدراك عقولهم.

وقوله: { وَلَوْ عَلِمَ ٱللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لأَسْمَعَهُمْ } أي سماع هدى، وَتَفَهُّمٍ، { وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ } أي: ولو فهمهم { لَتَوَلَّواْ } بحكم القضاء السابق فيهم، ولأعرضوا عما تبين لهم من الهُدَى.