وقوله سبحانه: { وَمِنَ ٱلأَعْرَابِ مَن يَتَّخِذُ مَا يُنفِقُ مَغْرَمًا... } الآية نصٌّ في المنافقين منهم، و«الدوائر»: المصائبُ، ويحتمل أن تشتقَّ من دَوَرَانِ الزمانِ، والمعنَى: ينتظر بكم ما تأتي به الأيام، وتدُورُ به، ثم قال على جهة الدعاء: { عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ ٱلسَّوْءِ }، وكلُّ ما كان بلفظ دعاء من جهة اللَّه عزَّ وجلَّ، فإِنما هو بمعنى إِيجاب الشيْء؛ لأن اللَّه لا يَدْعُو على مخلوقاته، وهي في قبضته؛ ومن هذا
{ { وَيْلٌ لِّكُلِّ هُمَزَةٍ لُّمَزَةٍ } [الهمزة:1]، { { وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ } [المطففين:1]، فهي كلُّها أحكام تامَّة تضمَّنها خبره تعالى. * ت *: وهذه قاعدةٌ جيِّدة، وما وقع له رحمه اللَّه مما ظاهره مخالفٌ لهذه القاعدة، وجب تأويله بما ذَكَرَه هنا، وقد وقَع له ذلك بعد هذا في قوله:
{ { صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } [التوبة:127]، قال: يحتملُ أنْ يكون دعاءً عليهم، ويحتملُ أنْ يكون خبراً، أي: ٱستوجبوا ذلك، وقد أوضَحَ ذلك عند قوله تعالى: { { قُتِلَ أَصْحَـٰبُ ٱلأُخْدُودِ } [البروج:4]، فٱنْظُرْه هناك.