التفاسير

< >
عرض

كَذٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْراً
٩٩
مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ وِزْراً
١٠٠
خَالِدِينَ فِيهِ وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ ٱلْقِيَامَةِ حِمْلاً
١٠١
يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمِئِذٍ زُرْقاً
١٠٢
يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً
١٠٣
نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَّبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً
١٠٤
-طه

اللباب في علوم الكتاب

قوله تعالى: "كَذَلِكَ نَقُصُّ" الكاف إما نعت لمصدر محذوف، أو حال من ضمير ذلك المصدر المقدر، والتقدير: كقصّنا هذا النبأ الغريب نقص، و "مِن أنْبَاءِ" صفة لمحذوف هو مفعول "نَقُصُّ" أي: نقص نبأً من أنباء.
فصل
لمَّا ذكر قصة موسى - عليه السلام - مع فرعون ثم مع السامري قال: { كَذَٰلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ } من أخبار سائر الأمم وأحوالهم تكثيراً لشأنك وزيادةً في معجزاتك { وَقَدْ ءَاتَيْنَاكَ مِن لَدُنَّا ذِكْراً } يعني القرآن (لقوله تعالى):
{ { وَهَـٰذَا ذِكْرٌ مُّبَارَكٌ أَنزَلْنَاهُ } [الأنبياء: 50] { { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ } [الزخرف: 44] { { وَٱلْقُرْءَانِ ذِي ٱلذِّكْرِ } [ص: 1] { { يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ } [الحجر: 6]. وفي تسمية القرآن بالذكر وجوه:
أحدها: أنه كتاب فيه ذكرُ ما يحتاج إليه الناس من أمور دينهم ودنياهم.
وثانيها: أنه يذكر أنواع آلاء الله ونعمائه، وفيه التذكير والموعظة.
وثالثها: فيه الذكر والشرف لك ولقومك كما قال:
{ { وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَّكَ وَلِقَوْمِكَ } [الزخرف: 44] وسمى الله تعالى كل كتاب أنزله ذكراً فقال تعالى: { { فَٱسْأَلُواْ أَهْلَ ٱلذِّكْرِ } [النحل: 43]، [الأنبياء: 7] وكما بيَّن نعمته بذلك بيَّنَ وعيده لمن أعرض عنه فقال: { مَنْ أَعْرَضَ عَنْهُ فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ القِيَٰمَةِ وِزْراً } أي: من أعرض عن القرآن ولم يؤمن به ولم يعمل بما فيه فإنه يحمل يوم القيامة وزراً، والوزرُ هو العقوبة الثقيلة، سماها وزراً لثقلها على المعاقب تشبيهاً بالحمل الثقيل. وقيل: حِمْلاً ثقيلاً من الإثم. قوله: "مَنْ أَعَرَضَ" يجوز أن تكون "مَنْ" شرطية أو موصولة، والجملة الشرطية أو الخبرية الشبيهة بها في محل نصب صفة لـ "ذِكْراً". قوله: "خَالدينَ فِيهِ" حال من فاعل "يَحْمِلُ". فإن قيل: كيف يكون الجمع حالاً من مفرد؟
فالجواب: أنه حمل على لفظ "مَنْ" فأفرد الضمير في قوله: "أَعْرَضَ" و "فَإِنَّهُ" و "يَحْمِلُ"، وعلى معناها فجمع في "خَالِدِينَ" و "لَهُمْ"، والمعنى مقيمين في عذاب الوزر. والضمير في "فِيهِ" يعود لـ "وِزْراً"، والمراد فيه العقاب المتسبب عن الوزر، وهو الذَّنب، فأقيم السبب مقام المسبب. وقرأ داود (بن رفيع) "ويُحَمَّل" مضعفاً مبنيًّا للمفعول، والقائم مقام فاعله ضمير "مَنْ" و "وِزْراً" مفعول ثان. قوله: "وَسَاءَ" هذه ساء التي بمعنى بِئْس وفاعلها مستتر فيها يعود إلى "حِمْلاً" المنصوب على التمييز، لأن هذا الباب يفسر الضمير فيه بما بعده، والتقدير: وَسَاءَ الحِمْلُ حِمْلاً، (والمخصوص بالذم محذوف تقديره: وَسَاء الحِمْلُ حِمْلاً وِزْرُهُمْ). ولا يجوز أن يكون الفاعل لبئس ضمير الوِزْر، لأن شرط الضمير في هذا الباب أن يعود على نفس التمييز. فإن قلتَ: ما أنكرت أن يكون في "سَاءَ" ضمير الوزر. قلت: لا يصح أن يكون في "سَاءَ" وحكمه حكم بئس ضمير شيءٍ بعينه غير مبهم. ولا جائز أن يكون "سَاءَ" هنا بمعنى (أَهَمَّ وأحزَنَ) فتكون متصرفة كسائر الأفعال.
قال الزمخشري: كفاك صادًّا عنه أن يَؤُول كلامُ الله تعالى إلى قولك وأحْزَنَ الوِزْرُ لَهُمْ يومَ القيامة حِمْلاً، وذلك بعد أن تخرج عن عُهْدِة هذه اللام وعهدة هذا المنصوب. انتهى. واللام في "لَهُمْ" متعلقة بمحذوف على سبيل البيان كهي في "هَيْتَ لَك" والمعنى بئس ما حملوا على أنفسهم من الإثم كفراً بالقرآن. قوله: "يَوْمَ يُنْفَخُ"يَوْمَ" بدل من "يَوْمَ القِيَامَةِ"، أو بيان له أو منصوب بإضمار فعل، أو خبر مبتدأ مضمر، وبُنِيَ على الفتح على رأي الكوفيين كقراءة { هَذَا يَوْمُ يَنْفَع } [المائدة:119] وقد تقدَّم. وقرأ أبو عمرو "نَنْفُخُ" مبنيّاً للفاعل بنون العظمة كقوله: "وَنَحْشُر" أسند الفعل إلى الأمر به تعظيماً للمأمور، وهو إسرافيل. والباقُونَ بالياء مضمومة مفتوح الفاء على البناء للمفعول، والقائم مقام الفاعل الجار والمجرور بعده. والعامة على إسكان الواو "في الصُّورِ".
وقرأ الحسن وابن عامر بفتحها جمع صورة كغُرَف جمع غُرْفة، وقد تقدم القول في الصُّور في الأنعام (وقرىء: "يَنْفُخَ، وَيَحْشُرُ" بالياء مفتوحة مبنياً للفاعل، وهو الله تعالى أو المَلَك). وقرأ الحسن وحميد "يُنْفَخُ" كالجمهور، "ويَحْشُرُ" بالياء مفتوحة مبنياً للفاعل، والفاعل كما تقدم ضمير الباري أو ضمير الملك. وروي عن الحسن أيضاً "ويُحْشَرُ" مبينًّا للمفعول "المُجْرِمُونَ" رفع به و "زُرْقاً" حال من المجرمين، والمراد زرقةُ العُيون، وجاءت الحال هنا بصفة تشبه اللازمة، لأن أصلها على عدم اللزوم، ولو قلتَ في الكلام: جاءَنِي زيدٌ أزرق العينين لم يجز إلا بتأويل.
فصل
قيل: الصور قرن ينفخ فيه بدعائه الناس للحشر. وقيل: إنه جمع صورة، والنَّفخُ نفخ الرُّوح فيه، ويدل عليه قراءة من قرأ "الصُّوَر" بفتح الواو.
والأول أولى لقوله تعالى:
{ { فَإِذَا نُقِرَ فِي ٱلنَّاقُورِ } [المدثر: 8] والله تعالى يعرف الناس أمور الآخرة بأمثال ما شُوهِد في الدنيا، ومن عادة الناس النفخُ في البوق عند الأسفار وفي العساكر. والمراد من هذا النفخ هو النفخة الثانية لقوله بعد ذلك: { وَنَحْشُرُ ٱلْمُجْرِمِينَ يَوْمَئِذٍ زُرْقاً } فالنفخ في الصور كالسبب لحشرهم، فهو كقوله: { { يَوْمَ يُنفَخُ فِي ٱلصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً } [النبأ: 18]. والزرقة هي الحضرة في سواد العين، فيُحْشَرُون زرق العيون سود الوجوه. فإن قيل: أليس أنَّ الله تعالى أخبر يُحْشَرُونَ عُمْياً فكيف يكون أعمى وأزرق؟
فالجواب لعله يكون أعمى في حال: وأزرق في حال.
وقيل: "زُرْقاً" أي عُمْياً، قال الزجاج: يخرجون زُرْقاً في أول الأمر ويُعْمون في المحشر.
وسوادُ العين إذا ذهب تزرق. فإن قيل: كيف يكون أعمى، وقد قال الله تعالى:
{ { لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ } [إبراهيم: 42] وشخوص البصر من الأعمى محال، وأيضاً قد قال في حقهم: { { ٱقْرَأْ كِتَابَكَ } [الإسراء:14] والأَعْمَى كيف يقرأ؟
فالجواب أن أحوالهم قد تختلف. وقيل: المراد بقوله: "زُرْقاً" أي زرق العيون، والعرب تتشاءَمُ بها. وقيل يجتمع مع الزرقة سواد الوجه.
قال أبو مسلم: المراد بالزرقة شخوص أبصارهم، والأزرق شاخص فإنه لضعف بصره يكون محدِّقاً نحو الشيء، وهذه حال الخائف المتوقع لما يكره، وهي كقوله:
{ { إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ ٱلأَبْصَارُ } [إبراهيم:42].
وروى ثعلب عن ابن الأعرابي: "زُرْقاً" عِطَاشاً، قال لأنهم من شدة العطش يتغير سوادُ أعينهم حتى تزرَقُّ لقوله تعالى:
{ { وَنَسُوقُ ٱلْمُجْرِمِينَ إِلَىٰ جَهَنَّمَ وِرْداً } [مريم: 86] وحكى ثعلب عن ابن الأعرابي: "زُرْقاً" طامعين (فيما لا يَنَالُونَه).
فصل
قالت المعتزلة: لفظُ المجرمين يتناول الكفار والعُصاة فيدل على عدم العفو عن العصاة. وقال ابن عباس: يريدُ بالمجرمين الذين اتخذوا مع الله إلهاً آخر وتقدم هذا البحث.
قوله: "يَتَخَافَتُونَ" يجوزُ أن يكون مستأنفاً، وأن يكونَ حالاً ثانية من "المُجْرمينَ"، وأن يكونَ حالاً من الضمير المستتر في "زرقاً" فتكون حالاً متداخلة، إذ هي حال (من حال). ومعنى "يَتَخَافَتُونَ" أي: يتشاوَرُونَ فيما بينهم، ويتكلمون خفية، يقال: خَفَتَ يَخْفتُ، وخَافَتَ مُخَافَتَة، والتَّخَافُت السرار نظيره قوله تعالى:
{ { فَلاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْساً } [طه: 108]، وإنما يتخافتون، لأنه امتلأت صدورُهُمْ من الرعب والهول، أو لأنهم بسبب الخوفِ صارُوا في نهاية الضعف فلا يطيقون الجهر. وقوله: "إن لَبِثْتُمْ" هو مفعول المارة، وقوله: "إلاَّ عَشْراً" يجوز أن يراد الليالي، وحذف التاء من العدد قياسي. وأن يراد الأيام، فيُسْأَل لِمَ حذفت التاء؟ فقيل: إنه إذا لم يذكر المميز في عدد المذكر جازت التاء وعدمها، سمع من كلامهم: صُمْنَا من الشهر خَمْساً، والصَّوْمُ إنما هو الأيام، دون اللَّيالي. وفي الحديث "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وأتْبَعَهُ بستّ مِنْ شَوَّال" ، وحسن الحذف هنا لكونه رأس آية وفاصلة.
فصل
قال الحسن وقتادةَ والضحَّاك: أرادوا به اللبث في الدنيا، أي فما مكثتم في الدُّنْيَا إلا عشر ليال، واحتجُّوا بقوله تعالى:
{ { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي ٱلأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ قَالُواْ لَبِثْنَا يَوْماً أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ } [المؤمنون: 112، 113].
فإن قيل: إما (أن يقال): إنهم قد نسَوا قدرَ لبثهم في الدنيا أو ما نَسوا ذلك والأول غير جائز، إذ لو جاز ذلك لجاز أن يبقى الإنسان خمسين سنة في بلدة ثم يَنْسَى.
والثاني غير جائز، لأنه كذب، وأهل الآخرة لا يكذبون لا سيَّما وهذا الكذب لا فائدة فيه.
فالجواب من وجوه:
الأول: لعلَّهم إذا حُشِرُوا في أول الأمر وعاينوا تِلْكَ الأهوال وشدة وقعها ذهلوا عن مقدار عمرهم في الدُّنيا، ولم يذكروا إلا القليل، فقالوا: ليتَنا ما عِشْنَا إلا تلك الأيام القليلة في الدنيا حتى لا نَقَع في هذه الأهوال، والإنسان قد يذهل عند الهول الشديد، وتمام تقريره مذكورة في سورة الأنعام في قوله تعالى:
{ { ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلاَّ أَن قَالُواْ وَٱللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ } [الأنعام:23].
وثانيها: أنهم عالِمون بمقدار عمرهم في الدنيا إلا أنَّهُم لمّا قَابَلُوا أَعْمَارَهُمْ في الدنيا بأعمارِ الآخرة وجدُوهَا في نهاية القلة، فقال بعضهم: ما لبثْنَا في الدنيا إلا عشرة أيام، وقال أعْقَلُهُمْ: ما لبثنا إلا يوماً واحداً، أي: قدر لبثنا في الدنيا بالقياس إلى قدر لبثنا في الآخرة كعشرة أيام بل كاليوم الواحد بل كالعدم، وإنما خصَّ العشرة والواحد بالذكر، لأن القليل في أمثال هذه المواضع لا يعبر عنه إلا بالعشرة والواحد.
وثالثها: أنهم لما عايَنُوا الشدائد تذكَّروا أيام النعمة والسرور، وتأسفوا عليها، وصفوها بالقصر، لأن أيام السرور قصار.
ورابعها: أن أيامَ الدنيا قد انقضت وأيام الآخرة مستقبلة، والذاهب وإن طالت مدته قليل بالقياس إلى الآتي وإن قصرت مدته، فكيف والأمر بالعكس. ولهذه الوجوه رجَّح الله تعالى قول مَنْ بالغ في التقليل فقال: { إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً إِن لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً }. وقيل: المراد منه اللبث في القبر، ويؤيده قوله تعالى:
{ { وَيَوْمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ يُقْسِمُ ٱلْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُواْ غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُواْ يُؤْفَكُونَ وَقَالَ ٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلْعِلْمَ وَٱلإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ ٱللَّهِ إِلَىٰ يَوْمِ ٱلْبَعْثِ } [الروم: 55، 56].
(فأمَّا من جوَّز الكذب على أهل القيامة فلا إشكال له في الآية)، أما من لم يجوزه قال: إن الله تعالى لما أحْيَاهم في الفترة وعذَّبهم، ثم أماتهم ثم بعثهم يوم القيامة لم يعرفوا مقدار لبثهم في القبر كم كان؟ فخطر ببال بعضهم أنه في التقدير عشرة أيام.
وقال آخرون: إنه يوم واحد، فلمَّا وَقَعُوا في العذاب مرة أخرى استثقلوا زمانَ الموت الذي هو زمان الخلاص لِمَا نالهم من هول العذاب.
وقيل: المراد باللبث بين النفختين، وهو أربعون سنة، لأن العذاب يرفع عنهم بين النفختين، استقصروا مدة لبثهم لهول ما عاينوا. والأكثرون على أنَّ قوله: { إِن لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً } أي عشرة أيام، فيكون قولُ مَنْ قال { إِن لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً } أقل، وقال مقاتل: { إِن لَبِثْتُمْ إِلاَّ عَشْراً } أي ساعات، لقوله (تعالى:
{ { كَأَنَّهُمْ) يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوۤاْ إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا } [النازعات: 46] وعلى هذا يكون اليوم أكثر.
ثم قال تعالى: { نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ } أي: يَتَشَاوَرُون { إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً } أي: أوفاهم عقلاً وأعدَلُهم قولاً { إِن لَبِثْتُمْ إِلاَّ يَوْماً } قصر ذلك في أعينهم في جنب ما استقبلهم من الأهوال يوم القيامة. قيل: نَسُوا مقدارَ لبثهم لشدة ما دهمهم. قوله: "إذْ يَقُولُ" منصوب بـ "أَعْلَمُ" و "طريقةً" منصوب على التمييز.