التفاسير

< >
عرض

مَّنْ يُطِعِ ٱلرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ ٱللَّهَ وَمَن تَوَلَّىٰ فَمَآ أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً
٨٠
-النساء

اللباب في علوم الكتاب

وذلك أن النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يَقُول: "مَنْ أطَاعَنِي فَقَدْ أطاعَ الله، ومن أحَبَّنِي فقد أحَبَّ الله" فقال بَعْضُ المُنَافِقِين: ما يُريدُ هذا الرَّجُلُ إلا أن نَتَّخِذَهُ ربّاً؛ كما اتَّخَذَتِ النَّصَارى عِيسَى ابن مَرْيمَ ربّاً؛ فأنزل الله - عز وجل -: "من يطع الرسول" فيما أمَرَهُ [الله] "فقد أطاع الله"، "ومن تولى": عن طاعته "فما أرسلناك" يا محمَّد "عليهم حفيظاً" أي: حَافِظاً ورَقِيباً، بل كل أمُورهم إلى اللَّه - تعالى -، ولا تغتم بسبب تولِّيهم ولا تَحْزَن، والمُرَادُ: تسلِيَة الرَّسُول - عليه الصَّلاة والسلام -.
قيل: نَسَخَ اللَّه - عز وجل - هذه الآية بآيَة السَّيْف، وأمره بِقتال من خَالَفَ اللَّه ورسُوله.
قوله: "حفيظاً": حالٌ من كَافِ "أرسلناك" و "عليهم" مُتعلِّق بـ "حفيظاً"، وأجاز فيه أبُو البَقَاءِ ما تقدَّم في "للنَّاسِ".