التفاسير

< >
عرض

وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوۤاْ أَخْرِجُوهُمْ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ
٨٢
-الأعراف

اللباب في علوم الكتاب

قوله: { وَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ } العامّة على نصب "جَوَابَ" خبراً للكون، والاسمُ "أن" وما في حيِّزِهَا وهو الأفصح؛ إذ فيه جعل الأعرف اسماً.
وقرأ الحسن "جوابُ" بالرَّفع، وهو اسمها، والخبر "إلاَّ أن قالُوا" وقد تقدَّم ذلك.
وأتى هنا بقوله "ومَا"، وفي النّمل [56] والعنكبوت [24] "فَمَا"، والفاء هي الأصل في هذا الباب؛ لأنَّ المراد أنَّهُم لم يتأخر جوابهم عن نصيحته، وأما الواو فالتعقيب أحدُ محاملها، فتعيَّن هنا أنَّها للتعقيب لأمرٍ خارجي وهي العربية في السّورتين المذكورتين لأنَّها اقتضت ذلك بوضعها.
قوله: { أَخْرِجُوهُم مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } أي: أخرجوا لوطاً وأتباعه. { إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ } أي: يتنزهون عن أدبار الرِّجالِ.
وقيل: "يَتَطَهَّرونَ" يتباعَدُونَ عن المعاصي والآثام.
وقيل: "يَتَطَهَّرُونَ" أي على سبيل السخرية بهم، كما يقول بعض الفسقة لمن وعظه من الصلحاء: أبْعِدُوا عنَّا هذا المتقشّفَ، وأريحونا من هذا المتزهِّدِ.