التفاسير

< >
عرض

أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلاَّ ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ
٩٩
-الأعراف

اللباب في علوم الكتاب

ومعنى: "مَكْرَ اللَّهِ" أي إضافة المخلوق إلى الخَالقِ كقولهم: ناقة الله، وبيتُ الله، والمرادُ بِهِ فعلٌ يعاقب به الكفرة، وأضيف إلى الله لمَّا كان عقوبة الذَّنْبِ، فإنَّ العرب تسمِّي العقوبة على أي جهة كانت باسم الذَّنْبِ الذي وقعت عليه العقوبة.
قال ابن عطيَّة: "وهو تأويلٌ حسنٌ".
وقال البَغَوِيُّ: "مَكْرُ اللَّهِ: استدراجُهُ إيَّاهُم بما أنْعَمَ عليهم في دنياهم".
وقد تقدَّم في آل عمران في قوله:
{ وَمَكَرُواْ وَمَكَرَ ٱللَّهُ } [الآية: 54] أنَّه من باب المُقَابلَةِ أيضاً.
و "الفاء" في قوله: "فَلاَ يَأمَنُ" للتَّنْبِيهِ على أنَّ العذابَ يعقب أمن مَكْرِ اللَّهِ.
قال ابنُ الخطيبِ: "وقوله: "مَكْرَ اللَّهِ" المرادُ أنْ يأتيهم عذابُهُ من حيثُ لا يَشْعُرُونَ، قاله على وجه التَّحْذيرِ، وسمى هذا العذاب مَكْراً تَوَسُّعاً؛ لأنَّ الواحد منا إذا أرَادَ المكر بصاحبه فإنه يوقعه في البلاءِ من حيث لا يَشْعُرُ".