التفاسير

< >
عرض

فَكُبْكِبُواْ فِيهَا هُمْ وَٱلْغَاوُونَ
٩٤
وَجُنُودُ إِبْلِيسَ أَجْمَعُونَ
٩٥
قَالُواْ وَهُمْ فِيهَا يَخْتَصِمُونَ
٩٦
تَٱللَّهِ إِن كُنَّا لَفِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ
٩٧
إِذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ ٱلْعَالَمِينَ
٩٨
-الشعراء

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏ { ‏فكبكبوا فيها‏ } ‏ قال‏:‏ جمعوا فيها ‏{ ‏هم والغاوون‏ } ‏ قال‏:‏ مشركو العرب والآلهة‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن مجاهد ‏{ ‏فكبكبوا‏ } ‏ قال‏:‏ رموا‏.‏
وأخرج الفريابي وابن أبي حاتم عن السدي ‏{ ‏فكبكبوا فيها‏ } ‏ قال‏:‏ في النار ‏{ ‏هم‏ }‏ قال‏:‏ الآلهة ‏ { ‏والغاوون‏ } ‏ قال‏:‏ مشركو قريش ‏ { ‏وجنود إبليس‏ } ‏ قال‏:‏ ذرية إبليس ومن ولد‏.‏
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة في قوله ‏ { ‏والغاوون‏ } ‏ قال‏:‏ الشياطين‏.‏
وأخرج ابن مردويه عن جابر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"‏إن الناس يمرون يوم القيامة على الصراط‏:‏ والصراط دحض مزلة يتكفأ بأهله‏.‏ والنار تأخذ منهم، وإن جهنم لتنطف عليهم مثل الثلج إذا وقع لها زفير وشهيق‏.‏ فبينما هم كذلك إذ جاءهم نداء من الرحمن‏:‏ عبادي من كنتم تعبدون في دار الدنيا‏؟‏ فيقولون‏:‏ رب أنت تعلم انا إياك كنا نعبد‏.‏ فيجيبهم بصوت لم يسمع الخلائق مثله قط‏:‏ عبادي حق عليّ أن لا أَكِلَكُمُ اليوم إلى أحد غيري فقد عفوت عنكم، ورضيت عنكم‏.‏ فتقوم الملائكة عند ذلك بالشفاعة، فينحون من ذلك المكان فيقول الذين تحتهم في النار ‏{ ‏فما لنا من شافعين، ولا صديق حميم، فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين‏ }[‏إبراهيم: 43‏]‏ قال الله ‏{ ‏فكبكبوا فيها هم والغاوون‏ } قال ابن عباس‏:‏ ادخروا فيها إلى آخر الدهر"
‏‏‏"‏. وأخرج ابن مردويه عن عبد الله بن عمر قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم‏"‏ "إن أمتي ستحشر يوم القيامة، فبينما هم وقوف إذ جاءهم مناد من الله‏:‏ ليعتزل سفاكو الدماء بغير حقها‏.‏ فيميزون على حدة، فيسيل عندهم سيل من دم، ثم يقول لهم الداعي‏:‏ اعيدوا هذه الدماء في أجسادها.‏ فيقولون‏:‏ كيف نعيدها في أجسادها؟ فيقول: احشروهم إلى النار‏.‏ فبينما هم يجرون إلى النار إذ نادى مناد فقال‏:‏ إن القوم قد كانوا يهللون‏.‏ فيوقفون منها مكاناً يجدون وهجها حتى يفرغ من حساب أمة محمد صلى الله عليه وسلم ثم يكبكبون في النار ‏{ ‏هم والغاوون‏ }‏، ‏{ ‏وجنود إبليس أجمعون‏ }‏ ‏"
‏‏.‏ وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن أبي أمامة أن عائشة قالت‏:‏ يا رسول الله يكون يوم لا يغنى عنا فيه من الله شيء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "‏نعم‏.‏ في ثلاث مواطن: عند الميزان، وعند النور والظلمة، وعند الصراط‏.‏ من شاء الله سلمه وأجازه، ومن شاء كبكبه في النار قالت‏:‏ يا رسول الله وما الصراط‏؟‏ قال‏:‏ طريق بين الجنة والنار يجوز الناس عليه مثل حد الموسى، والملائكة صافون يميناً وشمالاً يخطفونهم بالكلاليب مثل شوك السعدان وهم يقولون‏:‏ سلم سلم ‏{ ‏وأفئدتهم هواء‏ }‏ ‏فمن شاء الله سلمه ومن شاء كبكبه في النار‏"
‏"‏‏.