التفاسير

< >
عرض

وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ ٱلأَجْدَاثِ إِلَىٰ رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ
٥١
قَالُواْ يٰوَيْلَنَا مَن بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَذَا مَا وَعَدَ ٱلرَّحْمـٰنُ وَصَدَقَ ٱلْمُرْسَلُونَ
٥٢
إِن كَانَتْ إِلاَّ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَّدَيْنَا مُحْضَرُونَ
٥٣
فَٱلْيَوْمَ لاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَلاَ تُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ
٥٤
-يس

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏{ ‏ونفخ في الصور فإذا هم من الأجداث‏ } ‏ قال‏:‏ النفخة الأخيرة‏.
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما ‏ { ‏فإذا هم من الأجداث‏ }‏ يعني من القبور ‏ { ‏إلى ربهم ينسلون‏ } ‏ قال‏:‏ يخرجون‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة رضي الله عنه‏،‏ مثله‏.‏
وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله { ‏من الأجداث‏ } ‏ قال‏:‏ القبور قال‏:‏ هل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول عبد الله بن رواحة‏:

حيناً يقولون اذ مروا على جدثي أرشده يا رب من غاز وقد رشدا

قال أخبرني عن قوله ‏ { ‏إلى ربهم ينسلون‏ } ‏ قال‏:‏ النسل المشي الخبب قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت نابغة بن جعدة وهو يقول‏:

عملان الذنب أمشي فاريا يرد الليل عليه فنسل

وأخرج ابن الأنباري في المصاحف عن علي رضي الله عنه أنه قرأ ‏ { ‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏ }‏ ‏.‏
وأخرج ابن الأنباري عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال‏:‏ ينامون نومة قبل البعث، فيجدون لذلك راحة فيقولون { ‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏ }‏ ‏.
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه في قوله ‏{ ‏من بعثنا من مرقدنا‏ }‏ قال‏:‏ ينامون قبل البعث نومة‏.
وأخرج هناد في الزهد وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن الأنباري عن مجاهد قال‏:‏ للكفار هجعة يجدون فيها طعم النوم قبل يوم القيامة، فإذا صيح بأهل القبور يقول الكافر ‏ { ‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏ } ‏ فيقول المؤمن إلى جنبه ‏ { ‏هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون‏ }‏ ‏.
وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال‏:‏ يقول المشركون ‏ { ‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏ }‏ فيقول المؤمن ‏ { ‏هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون‏ }‏ ‏.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏{ ‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏ } ‏ قال‏:‏ أولها للكفار، وآخرها للمسلمين‏.‏ قال الكفار ‏{ ‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏ } ‏ وقال المسلمون ‏ { ‏هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون‏ }‏ .
وأخرج ابن أبي شيبة وابن المنذر عن أبي صالح رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ كانوا يرون أن العذاب يخفف عنهم ما بين النفختين، فلما كانت النفخة الثانية، قالوا‏: ‏{ ‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏ }‏ ‏.
وأخرج ابن أبي حاتم رضي الله عنه في الآية قال‏:‏ ينامون قبل البعث نومة، فإذا بعثوا قال الكفار ‏{ ‏يا ويلنا من بعثنا من مرقدنا‏ } قال‏:‏ فتجيبهم الملائكة ‏ { ‏هذا ما وعد الرحمن وصدق المرسلون‏ }‏ ‏.‏
وأخرج الفريابي وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏فإذا هم جميع لدينا محضرون‏ } ‏ قال‏:‏ عند الحساب‏.‏