التفاسير

< >
عرض

وَآتُواْ ٱلْيَتَامَىٰ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَتَبَدَّلُواْ ٱلْخَبِيثَ بِٱلطَّيِّبِ وَلاَ تَأْكُلُوۤاْ أَمْوَالَهُمْ إِلَىٰ أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوباً كَبِيراً
٢
-النساء

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير قال‏:‏ إن رجلاً من غطفان كان معه مال كثير لابن أخ له يتيم، فلما بلغ اليتيم طلب ماله فمنعه عنه، فخاصمه إلى النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏ فنزلت ‏ { ‏وآتوا اليتامى أموالهم‏ }‏ يعني الأوصياء يقول‏:‏ أعطوا اليتامى أموالهم ‏ { ‏ولا تتبدَّلوا الخبيث بالطيب‏ } ‏ يقول‏:‏ لا تتبدلوا الحرام من أموال الناس بالحلال من أموالكم‏.‏ يقول‏:‏ لا تبذروا أموالكم الحلال وتأكلوا أموالهم الحرام‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان عن مجاهد ‏ { ‏ولا تتبدَّلوا الخبيث بالطيب‏ } ‏ قال‏:‏ الحرام بالحلال‏.‏ لا تعجل بالرزق الحرام قبل أن يأتيك الحلال الذي قدر لك ‏ { ‏ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم‏ }‏ قال‏:‏ لا تأكلوا أموالهم مع أموالكم تخلطونها فتأكلونها جميعاً ‏ { ‏إنه كان حوباً كبيراً‏ } ‏ قال‏:‏ إثما‏ً.‏
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن سعيد بن المسيب ‏ { ‏ولا تتبدَّلوا الخبيث بالطيب‏ } ‏ قال‏:‏ لا تعط مهزولاً وتأخذ سميناً‏.‏
وأخرج ابن جرير عن الزهري‏.‏ مثله‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن إبراهيم في الآية قال‏:‏ لا تُعْطِ زائفاً وتأخذ جيداً‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم عن السدي في الآية قال‏:‏ كان أحدهم يأخذ الشاة السمينة من غنم اليتيم ويجعل فيها مكانها الشاة المهزولة، ويقول‏:‏ شاة بشاة‏.‏ ويأخذ الدرهم الجيد ويطرح مكانه الزيف، ويقول‏:‏ درهم بدرهم‏.‏
وأخرج ابن جرير عن ابن زيد في الآية قال‏:‏ كان أهل الجاهلية لا يورثون النساء، ولا يورثون الصغار‏.‏ يأخذه الأكبر فنصيبه من الخيرات طيب، وهذا الذي يأخذه خبيث‏.‏
وأخرج عبد بن حميد وابن المنذر عن قتادة ‏ { ‏ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم‏ } ‏ قال‏:‏ مع أموالكم‏.‏
وأخرج ابن جرير عن الحسن قال‏:‏ لما نزلت هذه الآية في أموال اليتامى، كرهوا أن يخالطوهم، وجعل ولي اليتيم يعزل مال اليتيم عن ماله‏.‏ فشكوا ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزل الله ‏ { ‏ويسألونك عن اليتامى قل إصلاح لهم خير وإن تخالطوهم فإخوانكم‏ } ‏ قال‏:‏ فخالطوهم واتقوا‏.‏
وأخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طرق عن ابن عباس في قوله ‏ { ‏حوباً كبيرا‏ً } ‏ قال‏:‏ إثماً عظيماً‏.‏
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس حوباً قال‏:‏ ظلما‏ً.‏
وأخرج الطستي في مسائله وابن الأنباري في الوقف والإبتداء والطبراني عن ابن عباس أن نافع بن الأزرق سأله عن قوله ‏ { ‏حوبا‏ً } ‏ قال‏:‏ إثماً بلغة الحبشة قال‏:‏ وهل تعرف العرب ذلك‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ أما سمعت قول الأعشى الشاعر‏:‏

فإني وما كلفتموني من أمركم ليعلم من أمسى أعق وأحوبا

وأخرج عبد بن حميد عن قتادة أنه كان يقرأ حوباً برفع الحاء‏.‏
وأخرج عن الحسن أنه كان يقرؤها ‏ { ‏حوباً‏ } ‏ بنصب الحاء‏.‏