التفاسير

< >
عرض

إِذْ قَالَ ٱللَّهُ يٰعِيسَى ٱبْنَ مَرْيَمَ ٱذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلَىٰ وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ ٱلْقُدُسِ تُكَلِّمُ ٱلنَّاسَ فِي ٱلْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ ٱلْكِتَابَ وَٱلْحِكْمَةَ وَٱلتَّوْرَاةَ وَٱلإِنْجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنَ ٱلطِّينِ كَهَيْئَةِ ٱلطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِىءُ ٱلأَكْمَهَ وَٱلأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ ٱلْمَوتَىٰ بِإِذْنِيِ وَإِذْ كَفَفْتُ بَنِيۤ إِسْرَائِيلَ عَنكَ إِذْ جِئْتَهُمْ بِٱلْبَيِّنَاتِ فَقَالَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ إِنْ هَـٰذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ
١١٠
-المائدة

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن أبي حاتم وابن عساكر وابن مردويه عن أبي موسى الأشعري قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "‏إذا كان يوم القيامة دعى بالأنبياء وأممها، ثم يدعى بعيسى فيذكره الله نعمته عليه فيقربها، يقول ‏{ ‏يا عيسى ابن مريم اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك‏.‏‏.‏‏.‏‏ }‏ الآية‏.‏ ثم يقول ‏{ ‏أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلٰهين من دون الله‏ }‏ ‏[‏المائدة: 116‏]‏ فينكر أن يكون قال ذلك، فيؤتي بالنصارى فيسألون‏؟‏ فيقولون‏:‏ نعم، هو أمرنا بذلك‏.‏ فيطول شعر عيسى حتى يأخذ كل ملك من الملائكة بشعرة من شعر رأسه وجسده، فيجاثيهم بين يدي الله مقدار ألف عام، حتى يوقع عليهم الحجة، ويرفع لهم الصليب، وينطلق بهم إلى النار‏" .
وأخرج ابن أبي حاتم من طريق أبي بكر بن عياش عن ابن وهب عن أبيه قال‏:‏ قدم رجل من أهل الكتاب اليمن فقال أبي‏:‏ ائته واسمع منه‏.‏ فقلت‏:‏ تحيلني على رجل نصراني‏؟‏ قال‏:‏ نعم‏.‏ ائته واسمع منه‏.‏ فأتيته فقال‏:‏ لما رفع الله عيسى عليه السلام أقامه بين يدي جبريل وميكائيل فقال له ‏{ ‏اذكر نعمتي عليك وعلى والدتك‏ } ‏ فعلت بك وفعلت بك، ثم أخرجتك من بطن أمك، ففعلت بك وفعلت بك، ستكون أمة بعدك ينتجلونك وينتجلون ربوبيتك، ويشهدون أنك قدمت وكيف يكون رب يموت‏؟‏ فبعزتي حلفت لأناصبنهم الحساب يوم القيامة، ولأقيمنهم مقام الخصم من الخصم حتى ينفذوا ما قالوا ولن ينفذوه أبداً، ثم أسلم وجاء من الأحاديث بشيء لم أسمع مثلها‏.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله ‏ { ‏وإذ كففت بني إسرائيل عنك إذ جئتهم بالبينات‏ } ‏ أي الآيات التي وضع على يديه من احياء الموتى، وخلقه من الطين كهيئة الطير‏.‏ ثم ينفخ فيه فيكون طيراً بإذن الله، وإبراء الأسقام، والخبر بكثير من الغيوب مما يدخرون في بيوتهم، وما رد عليهم من التوراة مع الإنجيل الذي أحدث الله إليه، ثم ذكر كفرهم بذلك كله‏.