التفاسير

< >
عرض

يَا أَهْلَ ٱلْكِتَابِ قَدْ جَآءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ كَثِيراً مِّمَّا كُنْتُمْ تُخْفُونَ مِنَ ٱلْكِتَابِ وَيَعْفُواْ عَن كَثِيرٍ قَدْ جَآءَكُمْ مِّنَ ٱللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ
١٥
يَهْدِي بِهِ ٱللَّهُ مَنِ ٱتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ ٱلسَّلاَمِ وَيُخْرِجُهُمْ مِّنِ ٱلظُّلُمَاتِ إِلَى ٱلنُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ
١٦
لَّقَدْ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَآلُوۤاْ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلْمَسِيحُ ٱبْنُ مَرْيَمَ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ ٱللَّهِ شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ ٱلْمَسِيحَ ٱبْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً وَللَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ
١٧
-المائدة

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن المنذر عن ابن جريج قال‏:‏ لما أخبر الأعور سمويل بن صوريا الذي صدق النبي صلى الله عليه وسلم على الرجم أنه في كتابهم، وقال‏:‏ لكنا نخفيه، فنزلت ‏ { ‏يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب‏ } ‏ وهو شاب أبيض طويل من أهل فدك‏.‏
وأخرج ابن جرير عن قتادة في قوله ‏ { ‏يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا‏ } ‏ قال‏:‏ هو محمد صلى الله عليه وسلم ‏ { ‏يبين لكم كثيرا‏ً } ‏ يقول‏:‏ يبين لكم محمد رسولنا كثيراً مما كنتم تكتمونه الناس؛‏ ولا تبينونه لهم مما في كتابكم، وكان مما يخفونه من كتابهم فبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم للناس‏:‏ رجم الزانيين المحصنين‏.‏
وأخرج ابن جرير عن عكرمة قال‏:‏ إن نبي الله صلى الله عليه وسلم أتاه اليهود يسألونه عن الرجم، فقال‏:‏ أيكم أعلم‏؟‏ فأشاروا إلى ابن صوريا، فناشده بالذي أنزل التوراة على موسى، والذي رفع الطور بالمواثيق التي أخذت عليهم، هل تجدون الرجم في كتابكم‏؟‏ فقال‏:‏ إنه لما كثر فينا جلدنا مائة وحلقنا الرؤوس فحكم عليهم بالرجم، فأنزل الله ‏ { ‏يا أهل الكتاب‏ } ‏ إلى قوله ‏{ ‏صراط مستقيم‏ }‏‏.
وأخرج ابن الضريس والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن عباس قال‏:‏ من كفر بالرجم فقد كفر بالقرآن من حيث لا يحتسب‏.‏ قال تعالى ‏ { ‏يا أهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب‏ } ‏ قال‏:‏ فكان الرجم مما أخفوا‏.‏
وأخرج عبد بن حميد عن قتادة في قوله ‏{ ‏ويعفو عن كثير‏ } ‏ من ذنوب القوم جاء محمد باقالة منها وتجاوز إن اتبعوه‏.‏
وأخرج ابن جرير عن السدي في قوله ‏{ ‏يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام‏ } ‏ قال‏:‏ سبيل الله الذي شرعه لعباده، ودعاهم إليه، وابتعث به رسله، وهو الإسلام الذي لا يقبل من أحد عمل إلا به، لا اليهودية، ولا النصرانية، ولا المجوسية‏.‏ والله تعالى أعلم‏.‏