الدر المنثور في التفسير بالمأثور
أخرج ابن جرير وابن المنذر وابي أبي حاتم وأبو الشيخ عن أبي بن كعب في قوله { فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل } قال: كان في علم الله يوم أقروا له بالميثاق من يكذب به ومن يصدق .
وأخرج ابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله { فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل } قال: مثل قوله { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه } [الأنعام: 28] .
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي في قوله { فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا من قبل } قال: ذلك يوم أخذ منهم الميثاق فآمنوا كرهاً .
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ عن الربيع في قوله { ولقد جاءتهم رسلهم بالبينات فما كانوا ليؤمنوا بما كذبوا به من قبل كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين } قال: لقد علمه فيهم أيهم المطيع من العاصي حيث خلقهم في زمان آدم. قال: وتصديق ذلك حين قال لنوح { { يا نوح اهبط بسلام منا وبركات عليك وعلى أمم ممن معك وأمم سنمتعهم ثم يمسهم منا عذاب أليم } [هود: 48] ففي ذلك قال { { ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون } [الأنعام: 28] وفي ذلك { وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً } [الإِسراء: 15] .
وأخرج الشيخ عن مقاتل بن حيان في قوله { وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم } [الأعراف: 172] قال: أخرجهم مثل الذر فركب فيهم العقول، ثم استنطقهم فقال لهم { ألست بربكم } [الأعراف: 172] قالوا جميعاً: بلى فأقروا بألسنتهم وأسر بعضهم الكفر في قلوبهم يوم الميثاق، فهو قوله { ولقد جاءتهم رسلهم } بعد البلاغ { بالبينات فما كانوا ليؤمنوا } بعد البلوغ { بما كذبوا } يعني يوم الميثاق { كذلك يطبع الله على قلوب الكافرين } .