التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُرُوۤاْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي ٱلأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ ٱلنَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِّنَ ٱلطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ
٢٦
-الأنفال

الدر المنثور في التفسير بالمأثور

أخرج ابن المنذر وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏واذكروا إذ أنتم قليل‏.‏‏.‏‏.‏‏ } ‏ الآية‏.‏ قال‏:‏ كان هذا الحي أذل الناس ذلاً، وأشقاه عيشاً، وأجوعه بطوناً، وأعراه جلوداً، وأبينه ضلالة، معكوفين على رأس حجر بين فارس والروم‏.‏ لا والله ما في بلادهم يحسدون عليه، من عاش منهم عاش شقياً، ومن مات منهم ردى في النار، يؤكلون ولا يأكلون‏.‏ لا والله ما نعلم قبيلا ًمن حاضر الأرض يومئذ كان أشر منزلاً منهم حتى جاء الله بالإِسلام فمكن به في البلاد، ووسع به في الرزق، وجعلكم به ملوكاً على رقاب الناس، وبالإِسلام أعطى الله ما رأيتم، فاشكروا لله نعمه فإن ربكم منعم يحب الشكر، وأهل الشكر في مزيد من الله عز وجل‏.
وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏يتخطفكم الناس‏ }‏ قال‏:‏ في الجاهلية بمكة فآواكم إلى الإِسلام.
وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن وهب رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏يتخطفكم الناس‏ } ‏ قال‏:‏ الناس إذ ذاك‏:‏ فارس والروم.
وأخرج أبو الشيخ وأبو نعيم والديلمي في مسند الفردوس عن ابن عباس رضي الله عنهما
"عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله ‏ { ‏واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس‏ } ‏ قيل‏:‏ يا رسول الله ومن الناس‏؟‏ قال أهل فارس"
‏‏. وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ عن السدي رضي الله عنه في قوله ‏ { ‏فآواكم‏ } ‏ قال‏:‏ إلى الأنصار بالمدينة ‏ { ‏وأيدكم بنصره‏ }‏ قال‏:‏ يوم بدر‏.