التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً
٣٠
أُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى ٱلأَرَآئِكِ نِعْمَ ٱلثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً
٣١
-الكهف

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ إِنَّ ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ } في محل التعليلِ للحث على الإيمان المنفهِم من التخيـير، كأنه قيل: وللذين آمنوا، ولعل تغيـيرَ سبكه للإيذان بكمال تنافي مآليْ الفريقين أي إن الذين آمنوا بالحق الذي أوحيَ إليك { وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَاتِ } حسبما بـين في تضاعيفه { إِنَّا لاَ نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلاً } خبرُ إن الأولى هي الثانيةُ مع ما في حيزها والراجعُ محذوفٌ أي من أحسنَ منهم عملاً أو مستغنًى عنه كما في قولك: نعم الرجلُ زيدٌ أو واقعٌ موقعَه الظاهرَ فإن من أحسن عملاً في الحقيقة هو الذي آمن وعمِل الصالحات.

{ أُوْلَـٰئِكَ } المنعوتون بالنعوت الجليلة { لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِى مِن تَحْتِهِمُ ٱلأَنْهَـٰرُ } استئنافٌ لبـيان الأجر، أو هو الخبرُ وما بـينهما اعتراضٌ أو هو خبرٌ بعد خبر { يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ } من الأولى ابتدائيةٌ والثانيةُ صفةٌ لأساور والتنكيرُ للتفخيم وهو جمعُ أَسوِرة أو إسْوار جمع سِوار { وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا } خُصت الخُضرة بثيابهم لأنها أحسنُ الألوان وأكثرُها طراوة { مِن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ } أي مما رقّ من الديباج وغلُظ، جمعَ بـين النوعين للدِلالة على أن فيها ما تشتهي الأنفسُ وتلَذّ الأعين { مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ } على السرُر على ما هو شأن المتنعمين { نِعْمَ ٱلثَّوَابُ } ذلك { وَحَسُنَتْ } أي الأرائك { مُرْتَفَقًا } أي متكأ.