التفاسير

< >
عرض

تِلْكَ حُدُودُ ٱللَّهِ وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذٰلِكَ ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ
١٣
-النساء

إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم

{ تِلْكَ } إشارةٌ إلى الأحكام التي تقدمت في شؤون اليتامى والمواريثِ وغيرِ ذلك { حُدُودُ ٱللَّهِ } أي شرائعُه المحدودةُ التي لا تجوز مجاوزتُها { وَمَن يُطِعِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ } في جميع الأوامرِ والنواهي التي من جملتها ما فُصّل هٰهنا، وإظهارُ الاسمِ الجليلِ لما ذكر آنفاً { يُدْخِلْهُ جَنَّـٰتٍ } نُصب على الظرفية عند الجمهورِ وعلى المفعولية عند الأخفشِ { تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَـٰرُ } صفةٌ لجنات منصوبة حسب انتصابِها { خَـٰلِدِينَ فِيهَا } حالٌ مقدرةٌ من مفعول يدخِلْه، وصيغةُ الجمعِ بالنظر إلى جمعية (مَنْ) بحسب المعنى كما أن إفرادَ الضميرِ بالنظر إلى إفراده لفظاً { وَذَلِكَ } إشارةٌ إلى ما مر من دخول الجناتِ الموصوفةِ على وجه الخلودِ، وما فيه من معنى البُعدِ للإيذان بكمال علوِّ درجتِه { ٱلْفَوْزُ ٱلْعَظِيمُ } الذي لا فوزَ وراءَه. وُصف الفوزُ وهو الظفرُ بالخير بالعظيم إما باعتبار مُتعلّقِه أو باعتبار ذاتهِ فإن الفوزَ بالعظيم عظيمٌ والجملةُ اعتراض.