التفاسير

< >
عرض

إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ مَا مِن شَفِيعٍ إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ
٣
إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَؤُاْ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ لِيَجْزِيَ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ بِٱلْقِسْطِ وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ
٤
-يونس

مقاتل بن سليمان

{ إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ } يوم الأحد ويوم الاثنين، { وَ } خلق { وَٱلأَرْضَ } يوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، وما بينهما يوم الخميس ويوم الجمعة، { فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ }، فيها تقديم، { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ }، ثم خلق السموات والأرض، { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ }، يقضي القضاء وحده لا يدبره غيره، { مَا مِن شَفِيعٍ } من الملائكة لبني آدم، { إِلاَّ مِن بَعْدِ إِذْنِهِ }، يعني لا يشفع أحد إلا بإذنه، ولايشفع إلا لأهل التوحيد، فذلك قوله: { إِلاَّ مِن بَعْدِ أَن يَأْذَنَ ٱللَّهُ لِمَن يَشَآءُ وَيَرْضَىٰ... } [النجم: 26]، فرضي الله للملائكة أن يشفعوا للموحدين، ثم قال: { ذٰلِكُمُ ٱللَّهُ }، يعني هكذا { رَبُّكُمْ فَٱعْبُدُوهُ }، يعني فوحدوه ولا تشركوا به شيئاً، { أَفَلاَ } يعني فهلا { تَذَكَّرُونَ } [آية: 3] في ربوبيته ووحدانيته.
ثم قال: { إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً } بعد الموت، { وَعْدَ ٱللَّهِ حَقّاً إِنَّهُ يَبْدَأُ ٱلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ }، ولم يك شيئاً كذلك يعيده من بعد الوت، { لِيَجْزِيَ }، يعني لكي يثيب في البعث، { ٱلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ }، يعني وأقاموا الفرائض { بِٱلْقِسْطِ }، يعني بالحق وبالعدل وثوابهم الجنة، { وَ } يجزى { وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بتوحيد الله، { لَهُمْ شَرَابٌ مِّنْ حَمِيمٍ }، وذلك الشراب قد أوقد عليه مذ يوم خلقها الله عز وجل إلى يوم يدخلها أهلها، فقد انتهى حرها، { وَعَذَابٌ أَلِيمٌ }، يعني وجيع، نظيرها في الواقعة:
{ فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ } [الواقعة: 93]، { بِمَا كَانُواْ يَكْفُرُونَ } [آية: 4] بتوحيد الله عز وجل.