{ وَللَّهِ يَسْجُدُ مَن فِي ٱلسَّمَاوَاتِ }، يعني الملائكة، { وَٱلأَرْضِ طَوْعاً }، يعني المؤمنين، ثم قال: { وَكَرْهاً وَظِلالُهُم }، يعني ظل الكافر كرهاً يسجد لله، وهو { بِٱلْغُدُوِّ } حين تطلع الشمس، { وَٱلآصَالِ } [آية: 15]، يعني بالعشي إذا زالت الشمس يسجد ظل الكافر لله، وإن كرهوا.
{ قُلْ } يا محمد لكفار مكة: { مَن رَّبُّ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ قُلِ ٱللَّهُ }، في قراءة أُبي بن كعب، وابن مسعود: قالوا الله، { قُلْ أَفَٱتَّخَذْتُمْ مِّن دُونِهِ } الله { أَوْلِيَآءَ } تعبدونهم، يعني الأصنام، { لاَ يَمْلِكُونَ لأَنْفُسِهِمْ }، يعني الأصنام لا يقدرون لأنفسهم { نَفْعاً وَلاَ ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي ٱلأَعْمَىٰ } عن الهدى، { وَٱلْبَصِيرُ } بالهدى، يعني الكافر والمؤمن، { أَمْ هَلْ تَسْتَوِي ٱلظُّلُمَاتُ }، يعني الشرك، { وَٱلنُّورُ }، يعني الإيمان، ولا يستوي من كان في ظلمة كمن كان في النور، ثم قال يعنيهم: { أَمْ جَعَلُواْ }، يعني وصفوا { للَّهِ شُرَكَآءَ } من الآلهة، { خَلَقُواْ كَخَلْقِهِ }، يقول: خلقوا كما خلق الله، { فَتَشَابَهَ ٱلْخَلْقُ عَلَيْهِمْ }، يقول: فتشابه ما خلقت الآلهة والأصنام وما خلق الله عليهم، فإنهم لا يقدرون أن يخلقوا، فكيف يعبدون ما لا يخلق شيئاً، ولا يملك، ولا يفعل كفعل الله عز وجل، { قُلِ } لهم يا محمد: { ٱللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ ٱلْوَاحِدُ }، لا شريك له، { ٱلْقَهَّارُ } [آية: 16] والآلهة مقهورة وذليلة.