التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ
٢
وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِىَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِى ٱلَّيلَ ٱلنَّهَارَ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ
٣
وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلأُكُلِ إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
٤
-الرعد

مقاتل بن سليمان

{ ٱللَّهُ ٱلَّذِي رَفَعَ ٱلسَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا }، فيها تقديم، { ثُمَّ ٱسْتَوَىٰ عَلَى ٱلْعَرْشِ } قبل خلقهما، { وَسَخَّرَ ٱلشَّمْسَ وَٱلْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُّسَمًّـى }، يعني إلى يوم القيامة، { يُدَبِّرُ ٱلأَمْرَ }، يقضي القضاء، { يُفَصِّلُ ٱلآيَاتِ }، يعني يبين صنعه الذي ذكره في هذه الآية، { لَعَلَّكُمْ بِلِقَآءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ } [آية: 2] بالبعث إذا رأيتم صنعه في الدنيا، فتعتبروا في البعث.
{ وَهُوَ ٱلَّذِي مَدَّ ٱلأَرْضَ }، يعني بسط الأرض من تحت الكعبة، فبسطها بعد الكعبة بقدر ألفي سنة، فجعل طولها مسيرة خمسمائة عام، وعشرها مسيرة خمسمائة عام، { وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ }، يعني الجبال أثبت بهن الأرض؛ لئلا تزول بمن عليها، { وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا } من كل { زَوْجَيْنِ ٱثْنَيْنِ يُغْشِي ٱلْلَّيْلَ ٱلنَّهَارَ }، يعني ظلمة الليل وضوء النهار، { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ }، يعني فيما ذكر من صنعه عبرة، { لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ } [آية: 3] في صنع الله فيوحدونه.
{ وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ }، يعني بالقطع الأرض السبخة، والأرض العذبة، { مُّتَجَاوِرَاتٌ }، يعني قريب بعضها من بعض، { وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ }، يعني الكرم { وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ }، يعني النخيل التي رءوسها متفرقة وأصلها في الأرض واحد، { وَغَيْرُ صِنْوَانٍ } وهي النخلة أصلها وفرعها واحد، { يُسْقَىٰ } هذا كله { بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلأُكُلِ }، يعني في الحمل، فبعضها أكبر حملاً من بعض، { إِنَّ فِي ذٰلِكَ لآيَاتٍ }،يعنى ما ذكر من صنعه لعبرة، { لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ } [آية: 4] فيوحدون ربهم.