التفاسير

< >
عرض

مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ ذٰلِكَ هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ
١٨
أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ
١٩
وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ
٢٠
-إبراهيم

مقاتل بن سليمان

{ مَّثَلُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ }، يعني بتوحيد ربهم، مثل { أَعْمَالُهُمْ } الخبيثة في غير إيمان، { كَرَمَادٍ ٱشْتَدَّتْ بِهِ ٱلرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ } في يوم شديد الريح، فلم ير منه شىء، فكذلك أعمال الكفار، { لاَّ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُواْ عَلَىٰ شَيْءٍ }، يقول: لا يقدرون على ثواب شىء مما عملوا في الدنيا، ولا تنفعهم أعمالهم، لأنها لم تكن في إيمان، ثم قال: { ذٰلِكَ } الكفر، { هُوَ ٱلضَّلاَلُ ٱلْبَعِيدُ } [آية: 18]، يعني الطويل.
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ ٱللَّهَ خَلَقَ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضَ بِٱلْحقِّ }، لم يخلقهما باطلاً لغير شىء، ولكن خلقهما لأمر هو كائن، ثم قال سبحانه لكفار هذه الأمة، { إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } بالهلاك إن عصيتموه، { وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ } [آية: 19]، يعني بخلق غيركم أمثل وأطوع لله منكم.
{ وَمَا ذٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ بِعَزِيزٍ } [آية: 20]، يقول: هذا على الله هين يسير، { إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ }، نظيرها في الملائكة.