التفاسير

< >
عرض

وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ وٱتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ خَيْرٌ لَّوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
١٠٣
يَٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا وَٱسْمَعُواْ وَلِلكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ
١٠٤
-البقرة

مقاتل بن سليمان

ثم قال لليهود: { وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُواْ }، يعنى صدقوا بمحمد صلى الله عليه وسلم، { وٱتَّقَوْا } الشرك، { لَمَثُوبَةٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ }، يقول: لكان ثوابهم عند الله { خَيْرٌ } من السحر والكفر { لَّوْ }، يعنى إن { كَانُواْ يَعْلَمُونَ } [آية: 103]، نظيرها فى المائدة: { { قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِّن ذٰلِكَ مَثُوبَةً عِندَ ٱللَّهِ } [المائدة: 60]، يعنى ثواباً.
{ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ رَاعِنَا }، وذلك أن المؤمنين قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: راعنا سمك، كقولهم فى الجاهلية بعضهم لبعض، وراعنا فى كلام اليهود الشتم، فلما سمعت ذلك اليهود من المشركين أعجبهم، فقالوا مثل ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم، فقال رجل من الأنصار، وهو سعد بن عبادة الأنصارى لليهود: لئن قالها رجل منكم للنبي صلى الله عليه وسلم لأضربن عنقه، فوعظ الله عز وجل المؤمنين، فقال: { يَاأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَقُولُواْ } للنبي صلى الله عليه وسلم: { رَاعِنَا } { وَ } لكن { وَقُولُواْ ٱنْظُرْنَا }، قولوا للنبي صلى الله عليه وسلم اسمع منا، ثم قال: { وَٱسْمَعُواْ } ما تؤمرون به، { وَلِلكَافِرِينَ }، يعنى اليهود { عَذَابٌ أَلِيمٌ } [آية: 104]، يعنى وجيعاً.