التفاسير

< >
عرض

قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ
٦٨
قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا تَسُرُّ ٱلنَّاظِرِينَ
٦٩
قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ
٧٠
قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ مُسَلَّمَةٌ لاَّ شِيَةَ فِيهَا قَالُواْ ٱلآنَ جِئْتَ بِٱلْحَقِّ فَذَبَحُوهَا وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ
٧١
-البقرة

مقاتل بن سليمان

{ قَالُواْ } يا موسى، { ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ }، أى سل لنا ربك { يُبَيِّنَ لَّنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ }، إن ربكم يقول: { إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ }، يعنى ليست بكبيرة ولا بكر، أى شابة، { عَوَانٌ بَيْنَ ذٰلِكَ }، يعنى بالعوان بين الكبيرة والشابة، { فَٱفْعَلُواْ مَا تُؤْمَرونَ } [آية: 68]، فانطلقوا ثم رجعوا إلى موسى، { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ }، أى سل ربك { يُبَيِّن لَّنَا مَا لَوْنُهَا قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَآءُ فَاقِـعٌ لَّوْنُهَا }، يعنى صافية اللون نقية { تَسُرُّ }، يعنى تعجب { ٱلنَّاظِرِينَ } [آية: 69]، يعنى من رآها، فشددوا على أنفسهم، فشدد الله عليهم، قال النبى صلى الله عليه وسلم: "إنما أمروا ببقرة، ولو عمدوا إلى أدنى بقرة لأجزأت عنهم، والذى نفس محمد بيده، لو لم يستثنوا ما بينت لهم آخر الأبد" .
فانطلقوا ثم رجعوا { قَالُواْ ٱدْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ إِنَّ ٱلبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا } تشكل { وَإِنَّآ إِن شَآءَ ٱللَّهُ لَمُهْتَدُونَ } [آية: 70]، لو لم يستثنوا لم يهتدوا لها أبداً، فعند ذلك هموا أن يفعلوا ما أمروا، ولو أنهم عمدوا إلى الصفة الأولى فذبحوها لأجزأت عنهم.
{ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ }، أى قال موسى: إن الله يقول: { إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ ذَلُولٌ تُثِيرُ ٱلأَرْضَ }، يقول: ليست بالذلول التى يعمل عليها فى الحرث، { وَلاَ تَسْقِي ٱلْحَرْثَ }، يقول: ليست بالذلول التى يسقي عليها بالسواقي الماء للحرث، { مُسَلَّمَةٌ }، يعنى صحيحة { لاَّ شِيَةَ فِيهَا }، يقول: لا وضح فيها، يقول: ليس فيها سواد ولا بياض، ولا حمرة، { قَالُواْ ٱلآنَ } يا موسى { جِئْتَ بِٱلْحَقِّ }، يقول: الأن بينت لنا الحق، فانطلقوا حتى وجدوها عند امرأة اسمها نوريا بنت رام، فاستاموا بها، فقالوا لموسى: إنها لا تباع إلا بملء مسكها ذهباً، قال موسى: لا تظلموا، انطلقوا اشتروها بما عز وهان، فاشتروها بملء مسكها ذهباً، { فَذَبَحُوهَا }، فقالوا لموسى: قد ذبحناها، قال: خذوا منها عضواً فاضربوا به القتيل، فضربوا القتيل بفخذ البقرة اليمنى، فقام القتيل وأوداجه تشخب دماً، فقال: قتلنى فلان وفلان، يعنى ابنى عمه، ثم وقع ميتاً، فأخذا فقتلا، فذلك قوله سبحانه { فَذَبَحُوهَا }{ وَمَا كَادُواْ يَفْعَلُونَ } [آية: 71].