التفاسير

< >
عرض

فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً
١٦٠
وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً
١٦١
لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ وَٱلْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلاَةَ وَٱلْمُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ أُوْلَـٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً عَظِيماً
١٦٢
-النساء

مقاتل بن سليمان

قوله سبحانه: { فَبِظُلْمٍ مِّنَ ٱلَّذِينَ هَادُواْ }، يعنى اليهود، { حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ }، يعنى فى الأنعام، يعنى اللحوم والشحوم وكل ذى ظفر لهم حلال، فحرمها الله عز وجل عليهم بعد موسى، { وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً } [آية: 160]، فيها إضمار، يقول: { وَبِصَدِّهِمْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ كَثِيراً }، يعنى دين الإسلام، وعن محمد صلى الله عليه وسلم، { وَأَخْذِهِمُ ٱلرِّبَا وَقَدْ نُهُواْ عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ ٱلنَّاسِ بِٱلْبَاطِلِ }، وهو محرم بغير حق، { وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ }، يعنى اليهود { عَذَاباً أَلِيماً } [آية: 161]، يعنى وجيعاً، فهذا الظلم الذى ذكره فى هذه الآية.
ثم ذكر مؤمنى أهل التوراة، فقال سبحانه: { لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ }، وذلك أن عبدالله بن سلام وأصحابه، قالوا للنبى صلى الله عليه وسلم: إن اليهود لتعلم أن الذى جئت به حق، وأنك لمكتوب عندهم فى التوراة، فقالت اليهود: ليس كما تقولون، وإنهم لا يعلمون شيئاً، وإنهم ليغرونك ويحدثونك بالباطل، فقال الله عز وجل: { لَّـٰكِنِ ٱلرَّاسِخُونَ فِي ٱلْعِلْمِ مِنْهُمْ }، يعنى المتدارسين علم التوراة، يعنى ابن سلام وأصحابه، { مِنْهُمْ }، يعنى من اليهود، { وَٱلْمُؤْمِنُونَ }، يعنى أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم من غير أهل الكتاب، { يُؤْمِنُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيكَ } من القرآن، { وَمَآ أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ } من الكتب على الأنبياء: التوراة والإنجيل.
ثم نعتهم، فقال سبحانه: { وَٱلْمُقِيمِينَ ٱلصَّلاَةَ وَٱلْمُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ }، يعنى المعطون الزكاة، { وَٱلْمُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ } أنه واحد لا شريك له، والبعث الذى فيه جزاء الأعمال، { أُوْلَـۤئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْراً }، يعنى جزاء { عَظِيماً } [آية: 162].