{ يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ } بتوحيد الله عز وجل يوم بدر { زَحْفاً فَلاَ تُوَلُّوهُمُ ٱلأَدْبَارَ } [آية: 15]
{ وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِّقِتَالٍ }، يعنى مستطرداً يريد الكرة للقتال، { أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَىٰ فِئَةٍ }، يقول: أو ينحاز إلى صف النبى صلى الله عليه وسلم، { فَقَدْ بَآءَ بِغَضَبٍ مِّنَ ٱللَّهِ }، يقول: فقد استوجب من الله الغضب، { وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ }، يعنى ومصيره جنهم، { وَبِئْسَ ٱلْمَصِيرُ }.
{ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ }، يعنى ما قتلتوهم، وذلك أن الرجل من المؤمنين كان يقول: فعلت وقتلت، فنزلت: { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ }{ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ }، وذلك "أن النبى صلى الله عليه وسلم حين صاف المشركين، دعا بثلاث قبضات من حصى الوادى ورمله، فناوله على بن أبى طالب، فرمى بها فى وجوه العدو، وقال: اللهم ارعب قلوبهم، وزلزل أقدامهم، فملأ الله وجوههم وأبصارهم من الرمية، فانهزموا عند الرمية الثالثة، وتبعهم المسلمون يقتلونهم ويأسرونهم" ، فذلك قوله: { وَلِيُبْلِيَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاۤءً حَسَناً }، يعنى القتل والأسر، { إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } لدعاء النبى صلى الله عليه وسلم، { عَلِيمٌ } [الآية: 17] به.
{ ذٰلِكُمْ } النصر، { وَأَنَّ ٱللَّهَ مُوهِنُ }، يعنى مضعف، { كَيْدِ ٱلْكَافِرِين }.