التفاسير

< >
عرض

وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ
٦٠
وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلْعَلِيمُ
٦١
وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ
٦٢
وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ
٦٣
-الأنفال

مقاتل بن سليمان

ثم قال: { وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا ٱسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ }، يعني السلاح؛ وهو الرمي، { وَمِن رِّبَاطِ ٱلْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ ٱللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ }، يعني كفار العرب، { وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ }، يقول: لا تعرفهم يا محمد، يقول: ترهبون فيما استعددتم به آخرين من دون كفار العرب، يعني اليهود، لا تعرفهم يا محمد، { ٱللَّهُ يَعْلَمُهُمْ }، يقول: الله يعرفهم، يعني اليهود، ثم قال: { وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ } من أمر السلاح والخيل، { فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ }، يقول: يوفر لكم ثواب النفقة، { وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } [آية: 60]، يقول: وأنتم لا تنقصون يوم القيامة.
ثم ذكر يهود قريظة، فقال: { وَإِن جَنَحُواْ لِلسَّلْمِ فَٱجْنَحْ لَهَا }، يقول: إن أرادوا الصلح فأرده، ثم نسختها الآية التي في سورة محمد صلى الله عليه وسلم:
{ فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُوۤاْ إِلَى ٱلسَّلْمِ وَأَنتُمُ ٱلأَعْلَوْنَ } [محمد: 35]، ثم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: { وَتَوَكَّلْ عَلَى ٱللَّهِ }، يقول وثق بالله، فإنه معك فى النصر إن نقضوا الصلح، { إِنَّهُ هُوَ ٱلسَّمِيعُ } لما أرادوا من الصلح، { ٱلْعَلِيمُ } [آية: 61] به.
ثم قال: { وَإِن يُرِيدُوۤاْ أَن يَخْدَعُوكَ } يا محمد بالصلح لتكف عنهم، حتى إذا جاء مشركو العرب، أعانوهم عليك، يعني يهود قريظة، { فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ }، يعني هو الذى قواك { بِنَصْرِهِ }، يعني جبريل، عليه السلام، وبمن معه، { وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ } [آية: 62] من الأنصار يوم بدر، وهو فاعل ذلك أيضاً، وأيدك على يهود قريظة.
ثم ذكر الأنصار، فقال: { وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ } بعد العداوة التى كانت بينهم فى أمر شمير وحاطب، فقال: { لَوْ أَنفَقْتَ } يا محمد على أن تؤلف بين قلوبهم { مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعاً مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ } بعد العداوة في دم شمير وحاطب بالإسلام، { إِنَّهُ عَزِيزٌ }، يعني منيع فى ملكه، { حَكِيمٌ } [آية: 63] فى أمره، حكم الألفة بين الأنصار بعد العداوة.