{ وَقَالُواْ } يعني اليهود والنصارى { ٱتَّخَذَ ٱللَّهُ وَلَداً } عزيراً ومسيحاً { سُبْحَانَهُ } نزه نفسه عن الولد والشريك { بَل } ليس كما قلتم ولكن { لَّهُ } عبيداً { مَا فِي ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } من الخلق { كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ } مقرون له بالعبودية والتوحيد { بَدِيعُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ } ابتدعهما ولم يكونا شيئاً { وَإِذَا قَضَىٰ أَمْراً } إذا أراد أن يخلق ولداً بلا أب مثل المسيح { فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } ولداً بلا أب كآدم كان بلا أب وأم { وَقَالَ ٱلَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ } توحيد الله يعني اليهود { لَوْلاَ يُكَلِّمُنَا ٱللَّهُ } معاينة { أَوْ تَأْتِينَآ آيَةٌ } علامة لنبوة محمد صلى الله عليه وسلم لآمنا به { كَذَلِكَ } هكذا { قَالَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ } من آبائهم { مِّثْلَ قَوْلِهِمْ } شبه قولهم { تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ } استوت كلمتهم وتوافقت قلوبهم مع آبائهم { قَدْ بَيَّنَّا ٱلآيَاتِ } العلامات الأمر والنهي وصفاتك في التوراة { لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ } يصدقون { إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ } يا محمد { بِٱلْحَقِّ } بالقرآن والتوحيد { بَشِيراً } بالجنة لمن آمن بالله { وَنَذِيراً } من النار لمن كفر بالله { وَلاَ تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ ٱلْجَحِيمِ } لا ينبغي أن تسأل عن أصحاب الجحيم ويقال لا تسأل عن أصحاب الجحيم عن غفران أصحاب الجحيم { وَلَنْ تَرْضَىٰ عَنكَ ٱلْيَهُودُ } يهود أهل المدينة { وَلاَ ٱلنَّصَارَىٰ } نصارى أهل نجران { حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } دينهم وقبلتهم { قُلْ } يا محمد { إِنَّ هُدَى ٱللَّهِ هُوَ ٱلْهُدَىٰ } أي دين الله هو الإسلام وقبلة الله هي الكعبة { وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُمْ } دينهم وقبلتهم { بَعْدَ ٱلَّذِي جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ } من البيان أن دين الله هو الإسلام وقبلة الله هي الكعبة { مَا لَكَ مِنَ ٱللَّهِ } من عذاب الله { مِن وَلِيٍّ } قريب ينفعك { وَلاَ نَصِيرٍ } مانع يمنعك ثم ذكر مؤمني أهل الكتاب عبد الله بن سلام وأصحابه وبحيرا الراهب وأصحابه والنجاشي وأصحابه فقال: { ٱلَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ ٱلْكِتَابَ } أعطيناهم علم الكتاب يعني التوراة { يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ } يصفونه حق صفته ولا يحرفونه أي يبينون حلاله وحرامه وأمره ونهيه لمن سألهم ويعملون بمحكمه ويؤمنون بمتشابهه { أُوْلَـٰئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ } بمحمد والقرآن { وَمن يَكْفُرْ بِهِ } بمحمد والقرآن { فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْخَاسِرُونَ } المغبونون بذهاب الدنيا والآخرة ثم ذكر منته على بني إسرائيل فقال { يَابَنِي إِسْرَائِيلَ } يا أولاد يعقوب { ٱذْكُرُواْ نِعْمَتِيَ } احفظوا منتي { ٱلَّتِيۤ أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ } مننت على آبائكم بالنجاة من فرعون وقومه وغير ذلك { وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ } بالإسلام { عَلَى ٱلْعَالَمِينَ } عالمي زمانكم.