{ وَنَزَعْنَا } أَخرجنا { مَا فِي صُدُورِهِم } قلوبهم { مِّنْ غِلٍّ } بغض وحسد وعداوة في الدنيا { تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ } في الآخرة من تحت مساكنها وسررهم { ٱلأَنْهَارُ } أنهار الخمر والماء والعسل واللبن { وَقَالُواْ } إذا بلغوا إلى منازلهم ويقال إلى عين الحيوان { ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ } الشكر والمنة لله { ٱلَّذِي هَدَانَا لِهَـٰذَا } المنزل والعين { وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلاۤ أَنْ هَدَانَا ٱللَّهُ } إليه ويقال لما رأوا كرامة الله بإيمان قالوا الحمد لله والشكر والمنة لله الذي هدانا لهذا الدين دين الإسلام وما كنا لنهتدي لدين الإسلام لولا أن هدانا الله لدينه { لَقَدْ جَآءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِٱلْحَقِّ } بالصدق والبشرى بالثواب والكرامة { وَنُودُوۤاْ أَن تِلْكُمُ ٱلْجَنَّةُ أُورِثْتُمُوهَا } أعطيتموها { بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ } وتقولون في الدنيا من الخيرات { وَنَادَىۤ أَصْحَابُ ٱلْجَنَّةِ أَصْحَابَ ٱلنَّارِ أَن قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا } من الثواب والكرامة { حَقّاً } صدقاً كائناً { فَهَلْ وَجَدتُّم } يا أهل النار { مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ } من العذاب والهوان { حَقّاً } صدقاً كائناً { قَالُواْ نَعَمْ فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ } فنادى مناد بين أهل الجنة والنار { أَن لَّعْنَةُ ٱللَّهِ } عذاب الله { عَلَى ٱلظَّالِمِينَ } الكافرين { ٱلَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ } يصرفون الناس عن دين الله وطاعته { وَيَبْغُونَهَا عِوَجاً } يطلبونها مغيرة { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ } بالبعث بعد الموت { كَافِرُونَ } جاحدون { وَبَيْنَهُمَا } بين الجنة والنار { حِجَابٌ } سور { وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ } وعلى السور رجال وهم قوم استوت حسناتهم بسيئاتهم ويقال هم قوم كانوا علماء فقهاء شاكين في الرزق { يَعْرِفُونَ كُلاًّ } كلا الفريقين من دخل النار ومن دخل الجنة { بِسِيمَاهُمْ } يعرفون من دخل النار بسواد وجهه وزرقة عينيه ومن دخل الجنة ببياض وجهه أغر محجل { وَنَادَوْاْ } يعني أهل السور { أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَن سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ } يا أَهل الجنة { لَمْ يَدْخُلُوهَا } { وَهُمْ يَطْمَعُونَ } في الدخول يعني أصحاب الأعراف { وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ } إذا نظروا { تِلْقَآءَ أَصْحَابِ ٱلنَّارِ } نحو أَهل النار { قَالُواْ رَبَّنَا } يا ربنا { لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ ٱلْقَوْمِ ٱلظَّالِمِينَ } الكافرين في النار { وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلأَعْرَافِ رِجَالاً } من الكفار { يَعْرِفُونَهُمْ } قبل دخولهم النار { بِسِيمَاهُمْ } بسواد وجوههم وزرقة أعينهم { قَالُواْ } يا وليد بن المغيرة ويا أَبا جهل بن هشام ويا أمية بن خلف ويا أبي بن خلف الجمحي ويا أسود بن عبد المطلب ويا سائر الرؤساء { مَآ أَغْنَىٰ عَنكُمْ جَمْعُكُمْ } من المال والخدم { وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَكْبِرُونَ } تتعظمون عن الإيمان بمحمد عليه الصلاة والسلام والقرآن ثم نظروا إلى أصحاب الجنة فرأوا في الجنة سلمان الفارسي وصهيباً وعماراً وسائر الضعفاء والفقراء قالوا { أَهَـٰؤُلاۤءِ } الضعفاء { ٱلَّذِينَ أَقْسَمْتُمْ } حلفتم في الدنيا يا معشر الكفار { لاَ يَنَالُهُمُ ٱللَّهُ بِرَحْمَةٍ } لا يدخلهم الله الجنة وقد دخلوا الجنة على رغم أنوفكم ثم يقول الله لأصحاب الأعراف { ٱدْخُلُواْ ٱلْجَنَّةَ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمْ } من العذاب { وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ وَنَادَىٰ أَصْحَابُ ٱلنَّارِ أَصْحَابَ ٱلْجَنَّةِ أَنْ أَفِيضُواْ } صبوا { عَلَيْنَا مِنَ ٱلْمَآءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمُ ٱللَّهُ } من ثمار الجنة { قَالُوۤاْ } يعني أهل الجنة { إِنَّ ٱللَّهَ حَرَّمَهُمَا } يعني ثمار الجنة والماء { عَلَى ٱلْكَافِرِينَ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ دِينَهُمْ لَهْواً } باطلاً { وَلَعِباً } فرحاً ويقال ضحكة وسخرية { وَغَرَّتْهُمُ ٱلدُّنْيَا } ما في الدنيا من الزهرة والنعيم { فَٱلْيَوْمَ } يوم القيامة { نَنسَاهُمْ } نتركهم في النار { كَمَا نَسُواْ } كما تركوا { لِقَآءَ يَوْمِهِمْ هَـٰذَا } الإقرار بيومهم هذا { وَمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا } بكتابنا ورسولنا { يَجْحَدُونَ } يكفرون.