التفاسير

< >
عرض

أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ إِلاَّ ٱللَّهَ إِنِّيۤ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ
٢٦
-هود

الدر المصون

وقوله تعالى: { أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ }: كقوله : { أَن لاَّ تَعْبُدُوۤاْ } في أول السورة، ونزيد هنا شيئاً آخر، وهو أنها على قراءة مَنْ فتح "أني" تحتمل وجهين، أحدُهما: أن تكون بدلاً من قوله: "أني لكم"، أي: أَرْسَلْناه بأن لا تعبدوا. والثاني:/ أن تكون مفسِّرة، والمفسَّر بها: إمَّا أرسلنا، وإمَّا نذير. وأمَّا على قراءة مَنْ كسر فيجوز أن تكونَ المصدرية، وهي معمولةٌ لأرسلنا، ويجوز أن تكونَ المفسرةَ بحالَيْها.
قوله: { أَلِيمٍ } إسناد الألم إلى اليوم مجازٌ لوقوعه فيه لا به، وقال الزمخشري: "فإذا وُصِفَ به العذابُ قلت: مجازٌ مثلُه؛ لأنَّ الأليمَ في الحقيقة هو المعذِّب، فنظيرها قولك: نهارك صائم". قال الشيخ: "وهذا على أن يكون "أليم" صفةُ مبالغةٍ وهو مَنْ كَثُرَ ألمه، وإن كان أليم بمعنى مُؤْلم فنسبتُه لليوم مجازٌ وللعذاب حقيقة".