التفاسير

< >
عرض

قَالَ لاَ يَأْتِيكُمَا طَعَامٌ تُرْزَقَانِهِ إِلاَّ نَبَّأْتُكُمَا بِتَأْوِيلِهِ قَبْلَ أَن يَأْتِيكُمَا ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ إِنِّي تَرَكْتُ مِلَّةَ قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ بِٱللَّهِ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ
٣٧
-يوسف

الدر المصون

و "تُرْزَقانه" صفة لـ"طعام". وقوله: إلا نَبَّأْتُكما" استثناءُ مفرَّغ. وفي موضع الجملة بعده وجهان أحدُهما: أنها في محل نصبٍ على الحال، وساغ ذلك من النكرة لتخصُّصها بالوصف./ والثاني: أن تكونَ في محل رفع نعتاً ثانياً لـ"طعام"، والتقدير: لا يأتيكما طعامٌ مرزوقٌ إلا حال كونه منبِّئاً بتأويلهِ أو مُنَبَّأً بتأويله. و "قبل" الظاهرُ أنها ظرفٌ لـ"نَبَّأْتكما"، ويجوز أن يتعلق بـ"تأويله"، أي: نَبَّأْتكما بتأويله الواقع قبل إتيانِه.
قوله: { إِنِّي تَرَكْتُ } يجوز أن تكونَ هذه مستأنفةً أخبر بذلك عن نفسه. ويجوز أن تكونَ تعليلاً لقوله { ذٰلِكُمَا مِمَّا عَلَّمَنِي رَبِّيۤ }، أي: تَرْكي عبادةَ غيرِ اللَّه سببٌ لتعليمه إياي ذلك، وعلى الوجهين لا محلَّ لها من الإِعراب. و "لا يؤمنون" صفة لـ"قوم". وكرَّر "هم" في قوله { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } قال الزمخشري: "للدلالةِ على أنهم خصوصاً كافرون بالآخرة، وأن غيرَهم مؤمنون بها". قال الشيخ: "وليست "هم" عندنا تدل على الخصوص". قلت: لم يَقُل الزمخشري إن "هم تدل على الخصوص. وإنما قال "تكرير "هم" للدلالة، فالتكرير هو الذي أفاد الخصوصَ، وهو معنىً حَسَنٌ فهمه أهلُ البيان.