التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِٱلأُنْثَىٰ ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدّاً وَهُوَ كَظِيمٌ
٥٨
-النحل

الدر المصون

قوله تعالى: { ظَلَّ وَجْهُهُ }: يجوز أن تكونَ على بابِها مِنْ كونِها تدلُّ على الإِقامة نهاراً على الصفةِ المسندةِ إلى اسمها، وأن تكونَ بمعنى صار، وعلى التقديرَيْن فهي ناقصةٌ، و"مُسْوَدّاً" خبرُها. وأمَّا "وجهُه" ففيه وجهان، المشهور - وهو المتبادَرُ إلى الذهن - أنه اسمها. والثاني: أنه بدلٌ من الضميرِ المستتر في "ظل" بدلُ بعضٍ من كل، أي: ظلَّ أحدُهم وجهُه، أي: ظلَّ وجهُ أحدِهم.
قوله: "كَظِيم" يجوز ان يكونَ بمعنى فاعِل، وأن يكونَ بمعنى مَفْعول كقوله
{ { وَهُوَ مَكْظُومٌ } [القلم: 48]. والجملة حال من الضمير في "ظَلَّ"، أو مِنْ "وجهه"، أو من الضمير في "ظَلَّ". وقال أبو البقاء هنا: "فلو قُرِئ "مُسْوَدٌّ" يعني بالرفع لكان مستقيماً، على أن تَجْعَلَ اسمَ "ظَلَّ" مضمراً، والجملةُ خبرها". وقال في سورة الزخرف: "ويُقرآن بالرفع على أنه مبتدأٌ وخبر في موضعِ خبرِ "ظلَّ".