التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ خَلَقَكُمْ ثُمَّ يَتَوَفَّاكُمْ وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ ٱلْعُمُرِ لِكَيْ لاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئاً إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ قَدِيرٌ
٧٠
-النحل

الدر المصون

قوله تعالى: { لِكَيْ لاَ }: في هذه اللامِ وجهان، أحدهما: أنها لامُ التعليل، و"كي" بعدها مصدريةٌ ليس إلا، وهي ناصبةٌ بنفسِها للفعلِ بعدَها، وهي ومنصوبُها في تأويلِ مصدرٍ مجرورٍ باللام، واللامُ متعلقةٌ بـ "يُرَدُّ". وقال الحوفيُّ: "إنها لامُ كي، وكي للتأكيد" وفيه نظرٌ؛ لأنَّ اللامَ للتعليلِ و"كي" مصدريةٌ لا إشعارَ لها بالتعليل والحالةُ هذه، وأيضاً فعلمُها مختلفٌ.
الثاني: إنها لامُ الصَّيْرورةِ.
قوله: "شيئاً" يجوز فيه التنازع؛ وذلك أنه تقدمه عامِلان: "يَعْلَمَ" و"عِلْمٍ". فعلى رأيِ البصريين - وهو المختار - يكون منصوباً بـ "عِلْم"، وعلى رأيِ الكوفيين يكون منصوباً بـ "يَعلم". وهو مردودٌ؛ إذ لو كان كذلك لأَضْمَرَ في الثاني، فكان يُقال: لكيلا يعلمَ بعد عِلْمٍ إياه شيئاً.