التفاسير

< >
عرض

وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى ٱلْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ وَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ
١٠٤
وَلاَ تَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَٱخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ
١٠٥
-آل عمران

الدر المصون

قوله تعالى: { وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ }: يجوزُ أَنْ تكونَ التامةَ أي: وَلْتُوجد منكم أمةٌ، فتكون "أمة" فاعلاً، و"يَدْعُون" جملةٌ في محلِّ رفعٍ صفةً لأمة، و"منكم" متعلِّقٌ بتكن على أنها تبعيضيةٌ، ويجوز أن يكونَ "منكم" متعلقاً بمحذوفٍ على أنه حالٌ من "أمة" إذ كان يجوز جَعْلُه صفةً لها لو تأخّر عنها، ويجوز أن تكون "مِنْ" للبيان لأن المُبَيَّن وإنْ تأخَّر لفظاً فهو مُقَدَّمٌ رتبةً، ويجوزُ أَنْ تكونَ الناقصةَ فأمه اسمها و"يَدْعُون" خبرها، و"منكم" متعلِّقٌ: إمَّا بالكون، وإمَّا بمحذوف على الحال من "أمة". ويجوزُ أن يكونَ "منكم" هو الخبرَ و"يَدْعُون" صفةً لأمة، وفيه بُعدٌ. وقرأ العامة: "ولتكن". وقرأ الحسن والزهري والسُّلمي بكسرها، وهو الأصل.
وقوله: { وَيَأْمُرُونَ بِٱلْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمُنْكَرِ } من باب ذكر الخاص بعد العلم اعتناءً به كقوله:
{ وَمَلاۤئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ } [البقرة: 98] لأن اسم الخير يقعُ عليهما بل هما أعظمُ الخيور. وقوله: { جَآءَهُمُ ٱلْبَيِّنَاتُ } لم يؤنِّثِ الفعلَ للفصلِ ولكونِه غيرَ حقيقي بمعنى الدلائل.